الرأي

حكومة كُعبية زغبية : جفاف و غلاء و وباء

تنشغل الأحزاب بعقد ولائمها لجني غنائمها، عفوا مؤتمراتها لإنتاج ذات النخب التي لا تخرج من زعامة الحزب إلا للقبر، وينشغل وزراء في الحكومة بإنتاج دورياتهم لفرض الجواز الصحي على الناس قهرا وغصبا، وينشغل الناطق باسم الحكومة على البحث له عن أكبر كمية من الغميق السياسي يوهمنا به أن حكومتهم واعرة على حكومة سلفهم، والواقع يخبرنا أن عزيز مثل سعد الدين مثل عبد الاله، وكأصنهم رجل واحد بثلاثة أسماء، حتى تشابهت علينا الحكومات…
لا برامج ولا مشاريع ولا أمل ولا أفق ولا رجاء، ولا خطاب الصرامة والحزم، ولا اجتهاد ولا حيوية ولا هم يحزنون، أحزابنا هي الوحيدة في العالم التي تنشط فقط خلال الخمسة عشر يوما من حملاتها الانتخابية كل خمس سنوات، ثم تعود لسبات يشبه سبات الدببة القطبية، أحزابنا العقيمة العاقر عن صنع نخبة منتجة…
الحركة واقفة بل تراها تتكركب للخلف ونحن الذين عقدنا العزم على قيادة الأثرياء لعل اللي عطاهم يعطينا… فإذا بهم يتباهون علينا بإنتاح القوانين وكأننا ناقصين فصول وبنود، فنحن الأمة التي حققت الفائض في القانون على الأوراق، بمعدل 10 عقوبات للمواطن الواحد، ولم نحقق اكتفاءا ذاتيا في الخبز، يتفاخرون أمامنا بأوراشهم الوهمية التي لا نراها إلا في التلفزة ولكن لا نلمسها في الواقع مثل إشهارات الملابس الداخلية…يحدثوننا عن أمجادهم وبطولاتهم وإذا زرت أقرب مستعجلات مستشفياتهم تحشم…
جاز وصفها بالحكومة الموبوءة التي ابتلينا بها مكان حكومة مشلولة سابقة، أين وهبي الذي صدع رؤوسنا بخرجاته؟ وأين رئيس الحكومة الذي زاد في الاسعار وليس في الأجور، وجعل المواطن الغلبان يدفع ولم يدفع له كما وعده؟ وأين الوزراء الشباب الذين قلتم لنا إنهم كفاءات؟ أين بدائلهم؟ وأين خططهم؟ وأين ردات فعلهم؟ وريونا حنة يديكم؟ فبالنار يمتحن الذهب وبالمحن يختبر الوزراء، ولحادكين عا في الوعود والتصاور…
وهي حكومة غالية وغالية بزاف، نسبة الى إيمانها بالغلاء، ففي عهدها حيحت الأسعار على الجيوب، ودار المازوط ما بغا، و المواد الأساسية تمردت على أحكام السوق فلا عرض ولا طلب ومكاينا عا العافية شاعلة، عندك الصرف تشري معندكش صوم صيام المضطر، وبلاما تفطر وعندك ثواب وأجر، والله يستر…وهاد الشي عا باقا روسيا مضربتش أوكرانيا ومتشادش مع ميريكان وأوروبا، يعلم الله فين غادا توصل الأسعار…
وباش كملت هاد الحكومة الباهية وأبانت أنها حكومة صكعة صكوعية دوريجين ففي عهدها كانت السنة الفلاحية جافة جفافا غير مسبوق،
فقد ركدت الاسواق الاسبوعية في القرى والبوادي وماتت فيها الحركة، لبهايم مبغاهم حد، النعجة والدة ب 200 درهم، والخيل و البغال مكاينش اللي يقول بشحال، والبقر والثيران خط أحمر، ولا إقبال إلا على بالات التبن التي باتت الواحدة منها بثمن كيلو لحم، والأعلاف تضاعف ثمنها مثنى وثلاث ورباع، وباتت رائحتها للبيع، والماء اندثر من الآبار والمجاري والوديان، ولعل مخطط المغرب الأخضر هو الذي أفرط في التشجيع على الضغط على المياه الجوفية، وشي دار منو لباس وشي جنا منو عا العطش، والحكومة تستهلك الشفاوي الخاوي بلا خطة ولا تصميم، ففي أفضل حالاتها ستخرج شعيرها من صنف رويزة أو رويزية وتبيعه للفلاحين المنهكين بجوج دراهم للكيلو وميفوتش الفلاح جوج قناطر يخرطوهم لبهايم في سيمانا وأراك للمعاناة…
هي حكومة منحوسة متعوسة لأن وزراءها ليسوا مبدعين ولا مهاريين في خلق الثروة، هم لاهثون خلف السلطة كما تلهث الحشرة خلف الضوء، هي حكومة ببرلمانها مجرد حمولة زائدة تعلف من قوت هذا الشعب الذي اتحدت عليه الارض بفقرها والسماء بجفافها والوباء بتبعاته الاقتصادية، والسياسيون ببهتانهم الذي يشكل مشهدا حاد ومؤثرا على الناشئة…
الحاصول … هاذ الحكومة عندها التابعة، وخاصها الفاسوخ أو خاصها تفركع اللدون تحت منها، كما تفعل العوانس لجلب العريس في مجتمع أغرقتموه في الدجل والشعوذة …
وهذي عا أربعة أشهر من عمر الحكومة وآش طرا ، يعلم الله فين غادا تجي الضربة في العام الثاني والثالث والرابع والخامس إلا بقا عندنا معاها الريزو …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

زر الذهاب إلى الأعلى