الدارالبيضاء وذكرى خطاب 11 اكتوبر

نحن الموقعون اسفله ، عبد ربه كاتب هذا العمود ، مرفوقا بعدد من المواطنين من جيرانه القاطنين بحي أهل لغلام الأزهر إقامة الامانة عمالة مقاطعات البرنوصي الدارالبيضاء ، نشهد أننا استبشرنا خيرا بالخطاب الملكي بتاريخ 11اكتوبر 2013 الذي “مسخ ” فيه صاحب الجلالة المسؤولين عن تسيير شأن الدارالبيضاء، في ذلك اليوم المشهود الذي صفع فيه صاحب الجلالة منتخبي الدارالبيضاء وممثلي السلطات فيها ، سارعنا نحن الجيران البيضاويون نعلق الآمال والاحلام على هذا الخطاب ، لاننا كنا متأكدين من أن خطاب الملك لا يرد ، وان ما قاله اليوم ينفذ غدا صباحا ، لان الملك لا يقول مستحيلا ، بل ان جميع خطب الملك انتصرت لهموم الشعب ، ولأننا متضررون جدا من إهمال المسؤولين لقضايانا ، حيث تتراكم بقرب إقامتنا التي نعتمر مختلف تضاريس الازبال من جبال وهضاب وتلال ، وكلاب نافقة وأخرى حية وبالعشرات ، ولأننا نتقاسم فضائنا مع الجرذان والحمير والبغال والخيل واالابقاروالاغنام ، من صهيل ونهيق وخوار وثغاء ، حتى بات ابناؤنا لا يفرقون بين مسكنهم في قلب الدارالبيضاء وبين حضيرة الجد الموجودة في البادية ،نستنشق رائحة أحشاء الاسماك والدجاج ، ونتفرج على اسراب الطيور وهي تتهافت على ما تبقى منها ،ثم لاننا نحن معشر ساكنة اقامة الامانة ، قد دفعنااموالنا لودادية سكنية فسلمتنا الودادية قبور الحياة ، لكن دون ان تبرم معنا عقود بيع نهائية ، ولا ان تسلمنا رخص السكن ، فبتنا بدون كهرباء لأشهر ، ولولا احتجاجنا امام مقر العمالة وضغطنا رفقة اسرنا ، لعشنا في عهد الظلام والشموع ، وقد جاد علينا المكتب الوطني للكهرباء بعقود انخراط مؤقتة ، انقضى اجلها ، ونخشى ان يعلق تزويده لنا بالكهرباء فنعود الى الاحتجاج ونعود الى الظلام ، لازال حالنا على ما كان عليه ، وآخر الاخبار تقول لنا ان مسؤولين بيضاويين ، ينتظرون التقطيع الانتخابي الجديد ليعلموا الى اي مقاطعة سننتمي ، هل الى قطيع بريجة في سيدي مومن أم الى قطيع الداهي في البرنوصي ؟ وحينها يتم التفاوض معنا بمبدأ الصوت الانتخابي مقابل رخصة السكن وعقود البيع النهائية ، المهم أننا اعتقدنا ان خطابصاحب الجلالة هو صوتنا الذي لطالما صحنا لإيصاله ، فإذا بنا نجد الملك يشاطرنا الرأي ، وكأنه كان معنا ، بل وأكثر ، قررنا نحن معشر الجيران المتحضرين والساكنين في فضاء غير حضري ولا حضاري بالمرة ، أن نخلد هذا الخطاب العظيم ، بتاسيس جمعية اطلقنا عليها اسم ” جمعية كازا 11 اكتوبر ” ، كانت المبادرة بتاريخ دجنبر 2013 ، وعقدنا الجمع العام واعلنا عن تشكيلالمكتب ، واتخذنا من خطاب 11 اكتوبر 2013 مرجعية لجمعيتنا ، ووضعنا ملفنا لدى مصالح عمالة البرنوصي ، ومن تاريخ يناير 2013 ونحن ننتظر الافراج عن الوصل النهائي لمولودنا الجمعوي ، ففي عمالة البرنوصي لا أثر للقانون المنظم لتاسيس الجمعيات ، في عمالة البرنوصي لا يسلمونك وصلا مؤقتا ، فيانتظار الوصل النهائي ، في عمالة البرنوصي يجب عليك ان تضع ملف جمعيتك و”تضرك وجهك ” الى أن يتم بحث الباشا والقائد والبوليس والمقدم والشيخ ، ثم تعود لتتسلم وصلك النهائي و”بزعطاعلك وعلى الوصل ديالك ” ، ولاني رجل قانون، وهذه مشكلتي مع مسؤولين لا يعترفون بالقانون ، رأيت ان اقاضي عمالة البرنوصي على عدم تسليمي وصلا مؤقتا ، لكني عدلت على الامر لاني اعرف ان المسيرة طويلة من حكم ابتدائي تستصدره بمشقة الانفس ، ثم تاتي مرحلة الاستئناف في مدينة الرباط ، ويلزمك خمس سنوات للحصول على حكم يجبر العمالة تسليمي وصلا مؤقتا ، حينها اكون قد بلغت من الكبر عتيا ، واصبت بداء الاعصاب ، ويكون عدد من اعضاء المكتب قد انتقلوا الى عفو الله ، لذلك استسلمت الى مشيئة مصالح عمالة البرنوصي ، وتسلحت بكمية كبيرة من الصبر ، وهو صبر المغلوب على امره .
كنا نمني النفس أن نحتفل بالذكرى الاولى لخطاب 11 اكتوبر ، وقد انجزنا ربورطاجا معززا بالصور والاحصائيات حول الوضع في اهل لغلام عمومابعمالة البرنوصي ، لكن اصبحنا نمني النفس فقط بالحصول على الوصل النهائي ، وعندما دفعتني نفسي الامارة بالسوء الى تقفي أثر ملف جمعيتنا ، علمت ان قائد مقاطعة الازهر احتفظ بملف جمعيتنا لمدة 9 اشهر ، واصدر تعليماته الى كتابته الخاصة بعدم ارسال الملف الى العمالة ، وعندما بحثت في السبب وجدت ان هناك مسؤولين يكرهون العمل الجمعوي ، ويكرهون الجمعيات ، ويعتقدون ان زرع الاشواك في طريق تاسيسها جزء من مسلسل محاربتها .
لازال ملف جمعية “كازا 11 اكتوبر ” معتقلا في مصالح عمالة البرنوصي ، ولازلنا في رحلة الشتاء والصيف نتتبع سيره البطيء ، ولان السيد قائد ملحقة الازهر قد تفضل وامر كتابته الخاصة باطلاق سراح ملف جمعيتنا ، فإننا نتوقع ان يقيم الملف لدى مصالح العمالة سنة أخرى ،وقد يكمل ورثتنا المشوار .