ترتيب الأولويات … فقه التدبر والتأمل

يناقش كثير من الفاعلين على اختلاف مشاربهم ؛ الحديث ما بعد كورونا ومآلاتها ، في جانبه الإقتصادي ، لكن ويلاتها ستكون وخيمة ، على العالم بشتى المناحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، وإن كان منحى هذه الأزمة شامل للعالم بأسره ، وخاصة الدول الكبرى أو العظمى ، فلا غضاضة أن لها إيجابيات للدول الفقيرة أو الضعيفة ، إذ تساوت معها في هذه المحنة ، واركعت دول ادَّعت بقارونيتها وقوتها ، أنها لا تحيد ولا تقهر ، وأن هذا الوباء ؛ سيغير موازين القوى ويفككها ، ويبدد النظام العالمي ويضمحله ، والدارس لفقه المستقبليات ليس من وسعه ، أن يحلل او يتكهن في هذه المرحلة مدى خسارتها السياسية أو بوارها الاقتصادي ، وهي لا زالت منهمكة في أعماقها ، ولم تحد من جذورها ، إلا الإقرار بفشل تفاهات النظام الليبرالي المتوحش ، وأفول الرأسمالية الطاغية ، وقبلها الماركسية الشيوعية أو الإشتراكية العالمية . وقد يهملون الحديث على الإنسان وخالقه ويغيبونه …!!!
ٱن الاوان التفكير العميق في أولوياتنا التي فرطنا فيها ، واصبحنا في تبعية من أمرنا ونقلد غيرنا ، من أفكار ومناهج قد صدمتنا بنكستها وانحطاطنا ، والرجوع إلى أصل الإنسان وكُنهه ، وهو التحرر بدل الإستعباد من معسكر الغرب او الشرق ، والإعتماد على ذات الإنسان المفكر ، والفاعل ، والمنتج ، والمنسجم ، والمتعايش ، في تقويم ذاته ، ومصالحته مع نفسه وربه ، وقدرته وقوته على التجاوب مع الكون المسخر له وحاجياته ، والعبرة بهذا الحجر الصحي ؛ اتقاءَ هذا الوبال الذي أحاط بالعالم ، وإن كان هو سبب أو مسبب !!! ، ولا يبحث على النجاة أكثر من اغتيال الإنسانية ، وإهمالها وافتراء عليها ، سواء بتبخيس هذا الفيروس البيولوجي المتطور والساحق ، والحفاظ على استمرارية استثمار اقتصادها أو المتاجرة في أرواح البشرية ؛ تدميرا وخرابا وهلاكا للفئة الهرمة العاجزة . بهذا الحضر الصحي التي حجز ذواتنا للتامل والتدبر ، في تدبير اولويتنا ، والخروج من قوقعة الخوف والتبعية ، إلى فقه الاستبصار ؛ من فقه الحياة إلى فقه الموت ، بين ثقافة التمكين والإستخلاف ، والقيادة الراشدة بالأصول المبنية على وعد الله الصادق ،والعذول على الأفكار العمياء والهدامة للإنسانية … يتبع