الرأيعين على المونديال

الفراعنة إلى الأهرام والدببة إلى الأمام

محمد الشمسي
تشرع بعثة المنتخب المصري في جمع “شطايطها” من فندق إقامتها بروسيا من أجل العودة إلى البلد ، وذلك عقب الهزيمة الثانية على التوالي للمصريين أمام الدب الروسي الذي يواصل مغامرته بين مغارات وكهوف المونديال ، ولم يبق لمنتخب الفراعنة غير مباراة شكلية سيخوضها ضد “شقيقه” السعودي ، في مباراة “الغرقى” ، لن تؤثر نتيجتها على رحيل المصريين إلى حيث أهراماتهم و “أم دنياهم” ، وكانت الجماهير المصرية تمني النفس بانتصار يبقي على حظوظ منتخبهم ، وهم كعادتهم استنفروا الراقصات والمغنيات والممثلات وقادوهن زرافات نحو إقامة اللاعبين لعلهن يبعثن فيهم روحا وحماسا ، رغم أن كلمة “حماس” باتت جريمة في مصر السيسي .
كما أن الطاحونة الإعلامية المصرية وكعادتها ، نفخت على الجمر ، و جعلت من محمد صلاح نجم النجوم ، وصورته بمثابة “المخَلص” ، و”صلاح المنتظر” الذي استعاد عافيته وسينشر المباراة ضد روسيا نصرا ، لكن اتضح أن محمد صلاح قطعة غيار غير صالحة ضمن محرك الفراعنة ، وأن اشتغالها بسرعة ونجاعة في صفوف ليفربول يعود إلى نشاط باقي قطع الغيار المجاورة لها والعاملة إلى جانبها ، و أنه شتان بين المحمدين والصلاحين ، محمد صلاح ليفربول ومحمد صلاح الفرعون ، وتشاء الصدف أن ينكوي المصريون بنيران أبنائها ، حيث أعفى مدافع مصري الروس من عناء التهديف حين تكفل بخداع حارس منتخبه ، ووضع كرة في شباكه ، في حركة تنم عن كثير من عدم التركيز و الاضطراب ، وفتحت شهية الدب الروسي لابتلاع ما تبقى من الفراعنة ، فعاودوهم بهدف ثان بعد جملة كروية خاطفة ومركزة ومنسجمة ، في مبرع عمليت “المحروسة” ، انتهت في شباك الشناوي بل واستغفلته بين رجليه ، ثم هدف ثالث فعل فيه مهاجم روسي ما شاء وعبر خط الدفاع المصري كما أراد ، وهز شباك الشناوي المنتشي بجائزة أفضل حارس مرمى في مباراته ضد الأوروغواي ، وبعد أن كان الروس قد وأدوا الحلم المصري في تأخير عودتهم إلى الديار ، سارع الفراعنة إلى إعلان ثورتهم ، لكن كان ميدان التحرير مغلقا ومحاصرا بدفاعات روسية ، خنقت الممرات الموصلة إليه ، كما تفعل دبابات النظام المصري ،وعرف السلافيون كيف يقتصدون في الطاقة كما تفعل الدببة ، وكيف يصطادون الطريدة بلا كثير عناء ، وتحركت آلة محمد صلاح الذي حاول إصلاح ما أفسده ” الغلابة” ، فاقتنص ضربة جزاء ، ترجمها إلى هدف يتيم ، لكن بعد فوات الأوان ، حيث كانت المباراة تلفظ أنفاسها ، وطائرة المصريين تشغل محركها ، و”الشلة بتوع الفن” ، يتحسرون لأن “فهلوتهم” لم تحقق لمنتخبهم المراد ، و يستحقون بلاغا من بلاغات بعض المحامين المصريين للنائب العام حول “مشاركتهم في تبديد المال العام ” ، في “سفرية فالصو” .
خرج المصريون من المونديال ، فكانوا أول المنسحبين ، وتأهل أصحاب الأرض إلى الدور الموالي ، ولتبقى مناسبة كأس العالم ، تعز من تشاء وتذل من تشاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى