إن قبّلها فعلا فكأنما قبّل الحكومة جميعا(…)
▪︎محمد الشمسي
شدني البلاغ الصادر عن لوزيرة السيدة ليلى، وما شابه من اضطراب وارتباك، ينم على احتمالين لا ثالث لهما، الاحتمال الأول هو حجم الهشاشة في حبال التواصل لدى معالي الوزيرة، حيث تاهت واحتارت في كيفية دبج بلاغها، وبدل تبرئة نفسها، ونفي ما نسبته الصحافة الاسترالية لها نفيا قطعيا قاطعا، قامت بتبرئة صفقات وزارتها…
والاحتمال الثاني هو خطة الوزيرة في اغتنام ما انكشف من الفضيحة لتهيئة الرأي العام لتقبل القادم مما ستحمله الأيام، والذي لا يمكن أن يكون إلا علاقة مع الثري الاسترالي قد تخرج العلن.
فإذا كانت الوزيرة فعلا “مباسهاش الأسترالي” ففي مكتوبها لم تبد كمية الانزعاج المناسب الذي يليق بجسامة ما قيل، وهي الأم والوزيرة التي أهينت في كرامتها، فقد تحدث البلاغ بلغة باردة مسالمة عن “تجمع مصالح” يرغب في الانتقام من السيدة الوزيرة، وهذا قول يشكل جريمة خطيرة يتعين فتح تحقيق في مواجهة من تقصدهم الوزيرة في بلاغها، ثم هام البلاغ يبرئ صفقات الوزارة ولا يكترت لشرف الوزيرة، وأطنب في الحديث عن الصفقات العمومية وطلبات العروض في مجال الاستثمارات الطاقية، التي تشرف على إسنادها المؤسسات والمنشآت العمومية الموضوعة تحت وصاية الوزارة، خاضعة لقواعد وضوابط الحكامة الجيدة في إطار استقلالية قرارات المؤسسات والمنشآت العمومية المعنية…وأنهت الوزيرة بلاغها بالخاتمة المألوفة من أنها تحتفظ لنفسها بحقها في اللجوء الى القضاء، متناسية أنه عليها أن تلجأ الى القضاء فعليا وفورا مادام “اللي عطاه الله عطاه” ولن يقال أفظع مما قيل، وكأن الوزيرة تبعث من خلال بلاغها رسائل طمأنة لمن شكك في قيام علاقة بين القبلة في الفم والإقبال على الفوز بصفقة من صفقات وزارة الوزيرة، وكأنها تريد أن تقنع المتلصصين أن لقاء الشفاه منفصل عن لقاء المصالح أو تضاربها، وأنها قبلة استرالية حقيقية طاهرة صافية عفيفة نابعة من إيجاب وقبول، وأنها قبلة “مايجي من وراها عا الخير”، متناسية مرة أخرى أنها تمثل حكومة وأن الاسترالي إن قبّلها فكأنما قبّل الحكومة جميعا…
أدخل بعضهم سلوك الوزيرة – إن صح طبعا – في خانة الحرية الشخصية، وبكثير من البريستيج المبالغ فيه حاول هؤلاء”يبانو كول” وأنه لا سلطة للشعب على “قنانف الوزيرة” وعلى كل جسدها، لكن هؤلاء”المثقفين” تناسوا أن من يريد أن يكون مستقلا في قراره ، حرا في جسده لا يجب عليه أن يتبوأ منصبا عموميا وأي منصب!!! وزيرة تمثل حكومة منتخبة تجسد الكتلة المصوتة وفي النهاية تمثل دولة وشعبا وعليها أن تحتاط وتحذر في كل حركة وكل كلمة وكل خطوة وطبعا في كل قبلة، لأنه في الدول التي يحترم فيها وزراؤها أنفسهم وقوانين بلدانهم يسارعون الى تقديم استقالاتهم والانسحاب العاجل من المشهد السياسي مع كل تسرب لريح فضيحة، لكن في بلد تجد فيه الوزير يتحول إلى “حياح” في قبة البرلمان، يلعن الملة والدين، تصبح القبلة أخف الأضرار…
في الأخير ندعو الله للوزيرة “باش” يكمل عليها مسكينة ويسترها “داك” الاسترالي و”ميتفلاش عليها” فالرجال “مافيهم ثقة” أقصد الاستراليين الأثرياء…