لن ينسى لكم الشعب يوم كنتم تطرقون أبوابه صاغرين متوسلين أن يمنحكم صوته ، متسمرين أمام الأبواب مثل قطط الموائد ، لن ينسى لكم الشعب يوم كنتم تسلمون إليه ورقة برامجكم الخاوية وأنتم خاسئين مطأطئي الرؤوس ، تقرون بعظمة لسانكم أن الوضع فسد بما يكفي ، وأنه يتعين الشروع في الإصلاح ، تتباكون على الوطن بدموع الممثلين وهم يؤدون دورا عبثيا ، تخرجون الأعين وتدفعون الجبهات ، تقسمون وتقسمون ، وتلعنون الوضع الذي وصلت إليه حالة البلاد والعباد ، وتعدون بالحل بل وبالحلول التي دبجتموها في برامجكم المجوفة ، وبعضكم لم يحسن حتى عملية التوسل للشعب ، فدخل معه في صفقة تقوم على دراهم حرام مقابل صوت انتخابي.
اليوم وبعد أن استغفلتم من شارك من الشعب في يوم انتخاباتكم ، وحصلتم على ما استطعتم من الأصوات ، تنكرتم للميثاق ، وصرتم تتاجرون بالمقاعد، اليوم وفي مرحلة تشكيل الحكومة التي سبق للشعب وأن شكلها بأصواته ، برزت أعناقكم عاليا ، وبتم تمشون تنفخون ريشكم ، وتدفعون كبير على من على الشعب الذي خدعتموه ، صرتم تعقدون اجتماعات سرية ، وأصبحتم تكولسون كولسة تلو الكولسة ، تشترطون على مجالسيكم كتمان ما دار في الدار .
وكأن الأمر يتعلق باجتماع لمجلس إدارة شركة من شركاتكم ، تسرون في لقاءاتكم ، وتلعنون من أفشى ما دار في إحداها ، تخططون وتتكتكون وتتآمرون ، تصرحون اليوم بنقيض تصريح الأمس ، وتخلطون الأوراق ، وتلعبون لعب الدراري ، تساومون بتلك الاصوات التي منحها لكم الشعب ثقة فيكم ، فترفعون السقف حينا وتخفضونه حينا آخر ، يا لكم من جبناء وسفهاء وعديمي الضمير .
سيحاسبكم الشعب يا أشابه الرجال ، عندما ستنقضي الخمس سنوات من دجلكم وشعوذتكم ، وعندما تنتهي صلاحيتكم ، وتطرقون باب الشعب لأجل استعطافه ومحاولة استبلاده من جديد ، كي يمنحكم صوته لأجل استثماره في صفقاتكم القذرة ، سنذكركم يومها بما تفعلونه اليوم ، سنقلب صفحات التاريخ وننبش في ذاكرته التي لم تنس خدع القرون فما بالكم بمقالب السنين القليلة ، سنذكركم باليوم الذي خنتم فيه الأمانة وسرقتم أصوات المنخدعين بشطحاتكم ، وبات لكم شأن وقيمة وباع ، وقدمتم الأصوات التي منحها لكم بعض من الشعب كحصة منكم تساهمون بها لتأسيس شركة الحكومة المغربية المجهولة الهوية والتاريخ ، والمتعددة الوجوه ، والشركة ذات المسؤولية المنعدمة.
سنحاسب كل من حاول مع سبق الإصرار والترصد اغتصاب الشرعية ، وتحويل صناديق الإقتراع الى صناديق يجمع فيها الأموال ، حيث صار مثل كسول فشل يوم الامتحان ، فعمد بدون حياء ولا وجل إلى تزوير مكشوف وبليد لنقط ورقة الامتحان ، وكان هو أول ضحايا كذبته ، معتقدا بنجاحه فعلا ، سنحاسب كل من داس على الأصوات التي مُنحت له ، كما يدوس المدخن على ما تبقى من سيجارته ، سنحاسب من يفترض أن يكون صوتا للشعب ، فإذا به يتحول الى بوق لقوى خفية هي مثل الرياح العاتية ، لا تراها العين المجردة ، لكن ترى دمارها على الأرض ،قوى تصر على معاكسة الشعب في اختياراته ، قوى بئيسة حقيرة تعتقد أن الشعب خلق فقط ليكون قطعان جواميس تتغدى عليها تماسيح حدائقهم الخلفية ، قوى فاسدة متكبرة تريد أن تحجر على الشعب وتستحمره لتظل فوق ظهره تقتات من همه .
سنحاسب من كل من خان عهد السابع من أكتوبر 2016 ، “راكم معروفين” كما جاء على لسان وزير الداخلية وهو يهدد الشعب علانية بدون محاسبة ، “راكم معروفين ” ورائحة تواطؤكم باتت مكشوفة ، لأنكم ثقبتم الحضيض ونزلت بالعمل السياسي الى ما تحته ، هل باتت مشاورات تشكيل الحكومة تتسم بطابع السرية ؟ ، أتخافون من الشعب بأن يدرك حجم ابتزازكم وركوبكم على أصواته لأجل المغانم السياسية ؟ ، هل هي حكومة الشعب أم شركات ورثتموها عن آبائكم ؟ ، أعيدوا للشعب أصواته واذهبوا الى الجحيم ، فأنتم “الكالة” التي تعيق التنمية والتوعية والديمقراطية ، أنتم هم الجهل والتخلف والفقر والهشاشة والإقصاء ، ما أغبى هذا الشعب عندما صدقكم في حملتكم الانتخابية التي جرفت الأحلام وكسرت الآمال .
وما أغبى من يواصل المراهنة على أن يكون فيكم خيرا لهذه الأمة ، أنتم حمولة زائدة تعرقلون بجشعكم و تهافتكم مسيرة الأمة ، وإذا أردت معرفة حال أمة من الأمم فانظر الى سيرة وسلوك من يسوس شأنها اليومي ، خلى لكم الجو اليوم ، فامرحوا وارقصوا ، وبيعوا واشتروا ، سنحاسبكم يوم السابع من اكتوبر لسنة 2021 يا أشباه الرجال .
