يهاجم شباب الطيف الأزرق حزب العدالة والتنمية ، وينعتونه بأسوء الصفات ، للتحريض عليه أمام الراي العام ، وكأن هذا الحزب مارق ، ليس مغربيا ، وخارج على الإجماع الوطني ، وكأنه وافد من الصحون الغريبة حطت بديارهم ، وضايقتهم في عيشهم الريعي الكريم ، أو أنهم جزء من البوليزاريو ، وإن كان أبناء البوليزاريو ليسوا دخلاء ، وهم مغاربة الأصل والمنشأ ؛ عَقُّوا آبأهم ، ومملكتنا الشريفة تمد دوما يدها لهم ؛ بأن الوطن غفور رحيم ، ويستنفر هؤلاء الشباب بحرقة ، وكأنهم ذباب مشوش وحاقد ، ومصنوع من جهات أجنبية ، رغم أنهم شباب مغربي أصيل ، غرر بهم ، ويحتاجون فقط للفهم والتربية ” أو الترابي” بالمفهوم الأخنوشي ، وإن كانت رحلته لميلانو الإستباقية ، سببا بيوقراطيا ، وعلة غير ديمقراطية ؛ على إثرها سقط الكاتب الوطني لشبيبتهم ، وحل هذا الشاب بَبَغاءً ، ليعض النسور ، تآكل الزمان دهرا بوصفهم “حزب الإخوان” ، وبعملية رباعية الدفع ، أقيل الشاب المنتخب ، وعين ونصب واستبدل بقانون الإستبداد والإستذلال ، وما وَصَلَكم أيها الشباب سوى الإخبار بالإختيار ، وإكرام المعدوم تعويضا بالاستجمام والأسفار …!!! ،
وأظن أن هؤلاء شباب لا يقرؤون تاريخ أسلافهم ، يحلمون ويعشقون أن يصلوا باكتساح الشوافة والمال ، دون جهد أو نضال ، ويكفيهم ان يفكوا شفرة ثوابل حريرة حزبهم. وان يهتموا بشأنهم الداخلي ، وان يتنازلوا عن دورهم في إصلاح الغير ويرمموا أنفسهم ، عسى أن يكون نافعا لهم ، لكن لا بأس من الجوكر البذيل ، ذوي المرآة الشفافة ، أن تكون جائحتهم مقيتة في السجل السياسي …
وأخبره ان أحداث 16 ماي المشؤومة ، لم يكن لها شفيع أو نصير ، بل وصل الأمر بطلب من وزير العدل الإشتراكي “بوزوبع” آنذاك ، واستغلال الظرف المؤلم ، بحل “حزب الإخوان” ، إلا ان التدخل الحقيقي ، هو لملكنا الهمام نصره الله ، وشفاعته لإنهاء هذا العبث المقيت والعداء الدفين ، أما ادّعاء شرف غيره ، فهي مِنَّة لا ترتجى ولا تُدَّعى ، اللهم “لحجوجي” رئيس حزب المواطنة مشكورا بمساندته ودعمه ، وها أنتم يا شباب ترون أن التاريخ دوًّار ، وما يحصده حزب الوردة من تراجع في مواقعه ونهجه ، حتى أضحى له وزيرا واحدا ب20 مقعد ، ابتلاه بقانون “تكميم الأفواه” لصالح الليبرالية المتوحشة ، باستغلاله للظرف الحالك، ومع تسريبه ، جن جنون الراغبين في إنقاذ ريعهم ، إذ تبرؤوا منه كأنه جرثونة كورونا ، وطلبوا بإسقاطه ، وجعلوا الوردة في مهب ورطة ،
لا يحسد عليها ، بأزمة داخلية ، وعتاب وطني ، وقد تحمل نتائجها وزيرهم الوحيد ، وطلب لوحده التأجيل لرد الإعتبار ثم الى السحب بعد حين ، ليتحاشوا الرأي العام المقلق ، وأكيد يكون الإجماع في البرلمان برفضه والسخط عليه ، وبدل ان يناقش الشباب قانون التكميم وخطورته ، لان الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل ، ولم يهتموا إلا بتسفيه التسريب ، واتهام الحزب المنافس والحليف والمشارك ، واذ أشكر المسرب الذي أبان على رفع الأمر لذويه ، وهو الرأي العام .
وبديهي ان يكون الشباب متحرر ، وغير مندفع او متزلف بكتابات حاقدة ، وأخبار كاذبة ، متكررة ومتشابهة ، وان لا يكمموا أفواههم بإقبار قوانين كالإثراء الغير المشروع وغيره ، وان تكون توجيهاتهم بالإستفادة الإيجابية ، والواقعية المنطقية ، من زعيمهم السابق “مزوار” الذي صرح في مؤتمر اقتصادي ،
قائلا : ” القوى الوحيدة المنظمة في الدول المغاربية هي قوى الحركات الإسلامية ، وهي التي ستواصل تدبير وتوجيه السياسات مستقبلا بهذا الفضاء في الجزائر وتونس ، وحتى عندنا ” ، وأنهى حديثه ” المغرب العربي يعرف تطورات حاملة للأمل ” وقد استقال مُعلنها ومُنظرها ، يضيعون رجالاتهم ، ثم يأتي إعفاء ملكي لوزير المالية السابق ، بقرار من الديوان الملكي « تفعيلا بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة » ، ثم وزارة العدل والشباب ، إثر التعديل الحكومي الأخير ، وما حاز على مناصبهم الوزارية ، إلا أطر كبرى تكنوقراط غير منتخبة ، وبعدها ولوجهم نفق التعقيم بطلاء سماوي اللون ، كأنهم أحرار ، ماذا عن حشدكم 8 أحزاب فيما يعرفG8 ، أمام الربيع العربي سوى فوز المصباح وصعود حكومة الزعيم بنكيران ، وماذا حصدتم من الاصطفاف في المعارضة الغير المشروطة ، سوى استقالة العزيز وتمسكه بوزارة الفلاحة في حكومة “الزعيم “، وماذا بعد خروج شباط سوى الإذعان إلى الأغلبية بتعديل حكومي ، ويرجع الإبن المدلل العاق إلى طيفه ، وماذا بعد حصولهم على 37 مقعد وسحقهم من أولاد زروالة وقد دعمهم العزيز !!! ، سوى نيل المصباح الترقي ب125 وتعيين “الزعيم” رسميا رئيسا للمرة الثانية ، ثم ماذا بعد استقالة الرأس الكبير للأحرار ، إلا بإلحاق العزيز الغير المنتخب ، ولوحده وتنصيبه ، وماذا بعد بلوكاجه سوى ان مصباح قوي ومتماسك ، وشغوف بتدبيره السياسي ، قد يخطئ ويعترف به ، وقد يصيب ولا يمن على الوطن ، لم ينكسر ولم يتفرق كما ظن الواهمون ،
وماذا عن توزيعكم للقفف الرمضانية بالشوهة والعشوائية والعشائرية ، إلا أن خلفت آثارا مدانة واستياء عميقا ، إنه هوس الريع الإنتخابي يا شباب الأحرار لا أتحدث لهم على ” ملف بنسودة ومزاور” أو “صفقة التامين الفلاحي” أو”مشروع المغرب الأخضر” أو “صندوق التنمية القروية ” أو “مشروع تغازوت” وغيره كثير ، لكن اسالهم هل هاشتاغ “شكرا سعد الدين العثماني” لم يبتلعها شبابهم الديمقراطي ، ولم تهضم لهم ، يبقى صراخهم ونحيبهم وشحناؤهم تعطيل للترقي ، وعرقلة بالفعل السياسي الناضج ، وهم أكيد أبناء الغد ، فهذه الأفعال الصبيانية والتحرشات الذبابية لا ترتقي بالفاعل السياسي والشباب الطموح ، بل تكسر حالة الإجماع الوطني أمام هذا الوباء القاتل ، وهذه الزوبعة التراهية ، وتشوش على اللحظة الوطنية العارمة والرائعة ، إن شبابهم لن يتعب من عبثهم ، ونحن كذلك لن نتعب من مواجهتم وفضحهم ، حيث نعيش معا سنوات الضياع السياسي ، كلنا جميعا بين خيارين ؛ إما ان نقول ؛ إن عدتم عدنا ، أو نقول ؛ إن بناء الوطن يحتاج إلينا وإليكم جميعا ؛ دون استثناء أو إقصاء ، وتتكامل البلاد بنا معا ، ويعتمد علينا معا ، ويبقى الوطن ميزان وغربال مبني على سنن التدافع البشري