الرأي

وجهة نظر :دروس وعبر من جائحة كورونا المستجد

مع الاسف الشديد ، أنفقت عديد من دول العالم اموالا خيالية وبسخاء في شراء الاسلحة بكل أنواعها وكانت بخيلة وشحيحة على البحث العلمي والجانب الاجتماعي والطب والصيدلة والتعليم…وكانت النتيجةهي وباء كورونا المستجد الذي أوقف العالم وعطل التعليم والخدمات العمومية والاقتصادية برمتها.والخسائر لا تقدر وصناعات تحتضر مثل السياحة والسفر والنفط الى مستوى متدن وكبريات الشركات لا تعرف ماذا تعمل وأصبحت عاجزة .وجاء وباء كورونا المستجد ليعرف كل واحد حجمه.وبالتأكيد العالم ماقبل كورونا سيكون مختلفا عما بعد.
ان من بين العبر والدروس المسخلصة من كورونا المستجد هو انه على الإنسان مهما كن شأنه ومكانته ان يقتصد في معيشته اليومية بلا تبذير ولا إسراف وبالقدر الذي يهتم بالمظهر والكماليات.فيجب عليه ان يهتم بالجوهر .ومهمابلغ في عمله فهناك من هو اعلم منه كما جاء في القرآن الكريم: وفوق كل ذي علم عليم.
ان وباء كورونا المستجد لم يفرق بين غني وفقير او دين وطائفة وعائلة،او بين شخص من العامة او عالم او فنان او رياضي مشهور أو رئيس دولة او وزير او قائد عسكري…كلنا سواسية امام وباء كورونا المستجد.
لقد سبب وباء كورونا المستجد الجمود وشل التنميةبكل أنواعها وسبب الخسائر والديون .ففي ظل توقف الدراسة بسبب كورونا وتعطل اغراض ومصالح الناس،ولضمان الاستدامة والاستمرارية،لجات الدول الى الدراسة عن بعد كآلية وقائيةاحترازية لا نعرف نتائجها الآن الا بعد اجراء تقيي شمولي.
من جهة أخرى،فجائحة كورونا المستجد اتبثت ضعف المنظومة العالمية وأسقط وباء كورونا المستجد شعارات واوهاما.فقد سقط ادعاء امريكا بريادتها وقيادتها للعالم وبرزت الصين لتقود الأزمة وتصبح محط أنظار العالم بينما اصبحت أمريكا مركزا لوباء كورونا المستجد بعد ايطاليا واسبانيا والصين…وهو ما قد يؤشر الى تحول في نظام القطبية من الغرب الى الشرق او تعددها.
كما عكست الازمة هشاشة نظام العولمة الاقتصادية الرأسمالية. فالعولمة ساهمت في نشر الوباء بسرعة وعجزت الدول عن احتوائه.وبرزت النزعة الفردية وسقطت ادعاءات عديدة مثل: التضامن الاوربي.
وعكست الازمة الراهنة اهميةالاعتماد على القطاع العام الذي أثبت جدارته في عديد من الدول كالمغرب على سبيل المثال..فالقطاع العام في نظري ضمانة حقيقية لاستدامة واستمرارية التنمية المستدامية التي ننشدها شريطة مواكبة بارادة صارمةوحازمة وبادارة حصيفة وبمواطنين واعون وبحكومة متضامنة ومنسجمة الرؤى والاهداف.
اننا نعيش الآن وضعا حرجا ينبغي علينا الالتزام بتعليمات السلطات العمومية والابتعاد الاجتماع والنظافة المستمرة لان في الالتزام شفاء وسلامة وامن واستقرار فمصيرنا جميعا اصبح بايدينا فكفى من التهور والاستهتار حتى نتمكن من احتواء وباء كورونا المستجد والسيطرةعليه. وعسى الله يحفظ الجميع من كل مكروه وسوء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى