آلمني خبر من أن أحزاب المعارضة المغربية تتهم الانتخابات الاخيرة في شرفها وعذريتها ، وتتهمها بالتزوير والغش ، و تباكت تلك الزعامات الوهمية على نتائج الانتخابات البلدية والجهوية التي اعلن عن نتائجها في الرابع من شتنبر 2015 ، السادة الأمناء العامون لتلك الاحزاب اعلنوا واتفقوا فيما بينهم على ان الانتخابات الاخيرة غير شفافة ، بل إن ما تبقى من حزب عبد الرحيم بوعبيد يهدد بطعن سياسي في نتائج هذه الانتخابات ، في حين يبكي قائد حزب علال الفاسي على كون خمسين من مناصريه وجدوا أنفسهم غير مسجلين في لائحة التصويت ، ويقر سائق حزب الجرار ان الغش الانتخابي قام به حتى بعض مرشحي حزبه ، الثابت انه في دولة المؤسسات وجب فتح تحقيق استنادا الى تصريحات هؤلاء الزعماء ، فإما أن يكون كلامهم مدعم بحجج وهنا يتعين متابعة هؤلاء الذين افسدوا العملية الانتخابية ، وإما ان هؤلاء الزعماء لا دليل لهم على اقوالهم وهذا يضعهم تحت العقاب المنصوص عليه في جريمة التبليغ على جريمة لم تقع أصلا ، عجيب امر هؤلاء الزعماء ، فأما ما تبقى من حزب الوردة فإن السي ادريس يصعب عليه استبلاد ما تبقى من الانصار في حزبه ، بان يخفف الضغط عليه ويزعم ان سبب تقهقر الحزب هو بفعل شراء الذمم ، لكن تقهقر هذا الحزب ظهرت بوادرها مع وصول هذا الرجل الى قمرة القيادة ، حيث ان أول عمل قام به هو تفتيت الحزب وطرد اطره ، وإشهار سيف “إما تحت حكمي أو أنت مطرود ” ، لذلك فإن حزبا غاردته خيرة أطره من الطبيعي ان لا يصوت عليه المصوتون .
وأما حاكم مدينة فاس ، فإنه كان متفائلا زيادة عن الحد ، فقد وعد باستقالته إذا لم يحرز ستين في المائة من أصوات دائرته ، الرجل سقط سقطة فيها من الإذلال والمهانة ما يسيء لحزب عتيد وضارب في المغرب عامة وفي فاس خاصة ، حزب بات أمينه العام أول الساقطين ، ورغم ذلك فان هذا الحزب ورغم سوء قيادته وانشغالها بتوزيع الشتائم والأوصاف والتهم الخطيرة لخصومه ، فهذا الحزب حل ثانيا ، في رسالة يريد الناخب المغربي ان يقولها للغيورين على هذا الحزب ، تقول ” نحن استقلاليون بدون حميد شباط ” ، ونصل الى حزب حل في المرتبة الاولى من حيث عدد المقاعد البلدية ، ورغم ذلك يزعم امينه العام ان هناك فساد انتخابي ، ويقر ان هذا الفساد الانتخابي استعمله حتى بعض مرشحيه ، بمعنى ان صدارة هذا الحزب هي مشكوك فيها ، ودون كثير كلام فحزب الاصالة والمعاصرة في نهاية الامر قد لصقت به صورة “حزب القصر” ، فلن ينسى المغاربة لمستشار الملك اليد فؤاد عالي الهمة عندما خرج أو تلقى تعليمات بالخروج من تحت جلباب القصر والتوجه الى قبيلته في الرحامنة والترشح لانتخابات بلدية حصدت فيها لائحته المقاعد الثلاثة ، هكذا بدون مشروع بدون برنامج بدون مقدمات ، حزب لم يبلغ بعد سن الرشد يفوز في الانتخابات البلدية لفترتين متتاليتين ، لا يحتاج الامر الى تعليق بقدرما يحتاج الوضع الى دراسة ، ليس لظروف نشأة هذا الحزب وخلفيات ذلك ، بل دراسة مزاج الناخب المغربي ومدى الآليات التي يعتمدها في التصويت لهذا أو ذاك .
في الختام هناك مثل يقول ” إذا انتصر الفائز فقد المنتصر حلاوة فوزه ” ، وفي نازلتنا يتباكى المنتصرون ، يتباكى من احتل الصفين الأول والثاني ، فما عسانا أن نحلل ، وأما السي ادريس فإنه يسير بحزب الوردة الى الذبول ، فالرجل فعل في حزب عبد الرحيم بوعبيد ما لم يفعله فيه المخزن خلال سنوات الرصاص ، فقد قام هذا الرجل بوضع الحزب في علبة وغلف العلبة بورق ذهبي وربطها بخيط وردي وقدمه هدية للتيه والفشل .
ايها الزعماء الفاشلون ، يا من دمرتم أحزابكم وأبقيتم أنفسكم أمناء على الحطام ،يا من بعتم النضال في سوق النخاسة ، ورهنتم التاريخ لدى بائع الحقائب الوزارية ، وأنتم يا من ولد حزبكم خارج رحم الشرعية والديمقراطية ، آتوا براهينكم على ان الانتخابات البلدية والجهوية كانت مغشوشة ، وإلم تفعلوا ولن تفعلوا ، فابلعوا ألسنتكم لا رحمكم الله ، وإلا فإنه يتعين على وزير العدل بصفته رئيس النيابة العامة ان يأمر بفتح تحقيق حول ما صدر عن هؤلاء المخرفين من اتهامات تخدش في شفافية انتخابات لقن فيها الشعب رموز الفساد درسا .