الرأي

العناية بقصر البحر وباقي المباني الأثرية واجب على كل المسؤولين بآسفي

بمناسبة حلول عطلة عيد الفطر السعيظ، قمت بزيارة إلى مدينة آسفي الغالية ليلة الرحم وفي نفس الوقت لتفقد بعض المآثر التاريخية الأثرية التي تزخرف بها عاصمة السردين.
ومن بين المآثر التاريخية التي أثارت انتباهي على الخصوص: قصر البحر القريب من الميناء.
للتذكير قصر البحر يعود تأسيسه إلى مرحلة الإحتلال البرتغالي لمدينة آسفي في القرن السادس عشر الميلادي. ففي العهد السعدي،كان قصر البحر يسمى ب”دار البحر” وكان هدف البرتغاليين من بناء قصر البحر هو مراقبة الطريق الساحلي وأنشطة ميناء آسفي التجارية كما استخدمه البرتغاليين مقرا للحاكم البرتغالي وقتئذ.
لكن ومع الأسف الشديد ، تعرضت هذه المعلمة التاريخية الأثرية :قصر البحر، لآنهيار كبير بسبب الظواهر الطبيعية والهوية.

فالأمواج البحرية القوية خاصة في فصل الشتاء ساهمت بشكل كبير في تكسير وانهيار أجزاء كبيرة من المثل الصخرية والجلاميد ، وفي تشكيل فراغات وتصدعات وكهوف مما أساء إلى جمالية وطريقة معلمة قصر البحر.
إن قصر البحر الذي يشكل تراها اركيولوجيا بامتياز وجزءا من تاريخ موثق وبصمة الناس في مسيرة حياتهم، لذا وجب الاهتمام بمعلمة قصر البحر وذلك بصيانته وترميمه من طرف اختصاصيين ومعماريين وذوي الاختصاص والكفاءة . عي مسؤولية كل من له يد في تدبير الشأن المحلي وفي مقدمتهم المجالس المنتخبة والسلطات المحلية.فالإعتناء بالمآثر التاريخية لا يعني الارتماء في جوف الماضي. لكن لكل مبنى معنى وشاهد على مرحلة مشرقة من تاريخ بلدنا الحبيب.
إن العناية بقصر البحر وباقي المباني الأثرية واجب على كل المسؤولين بآسفي لأنها تمثل جزءا من ثراتنا الغني وتجسد الذاكرة الجماعية وهوية مجتمعنا وأمتنا . كما تمثل هذه المعالم التاريخية صروحا شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ المغرب الحديث وموارد تاريخية وتعليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى