مجتمع

احتجاجات شباب Z: مواجهات عنيفة ودعوات للتهدئة وضبط النفس

عاشت عدد من المدن المغربية ليلة أمس “ليلة رعب جديدة” ،حيث عرفت مدن سلا والقليعة والقنيطرة وسيدي بيبي ،ومدن أخرى مواجهات عنيفة،تعرضت فيها مؤسسات ومحلات تجارية للتخريب،واحرقت فيها سيارات الأمن والدرك الملكي،وتم ترويع الساكنة.
أمام هذا الوضع المنذر بالخطر تعالت دعوات ضبط النفس من أكثر من جهة.
وإذا كان الجميع يتفهم ويقر بمشروعية مطالب جيلZ،وأحقيتهم في الاحتجاج السلمي والتعبير عن هذه المطالب المشروعة،فإنه في المقابل لايمكن القبول بالعنف والتخريب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة،وأن من يرتكب مثل هذه الأفعال المجرمة قانونا يجب أن ينال العقاب الذي يستحق .
وقد استقت “كازاوي ” آراء العديد من الممتبعين لهذه الحركة وكذا عدد من الشباب،الذين أكدو أن احتجاجات جيلZ،كانت منذ البداية سلمية،وحتى مع التعامل الخشن والاستفزازي لبعض عناصر القوات العمومية مع المحتجين،استمر التمسك بالسلمية والتعبير عن ذلك علانية لإزالة كل لبس.
ومع نشوب أولى المواجهات العنيفة،بدأ تقادف المسؤولية عن هذا العنف،بين قائل بإن استفزازات رجال الأمن،رد عليها الشباب بالرفض الذي تحول إلى غضب وتكسير.
مقابل ذلك ذهب بعض ممن استقينا آراءهم، أن جانحين استغلوا احتجاجات الشباب السلمية واندسوا وسطهم ليحولوا هذه الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات وعنف،بتخطيط مسبق.
وسواء تعلق الأمر بأصحاب الرأي الأول أو الثاني،فان الجميع رفض العنف ودعا إلى الوقف الفوري له،ودعوة الجميع إلى التهدئة وضبط النفس
حركة شبابZ،في حاجة إلى فرصة لتقييم أيام الاحتجاج،مع التمسك والتعلق المتين بالسلمية والاستمرار بالمناداة بها والتحسيس بأهميتها، كسبيل وحيد لتحقيق المطالب المشروعة،والذي اعترف لهم بها الجميع.
القوات العموميةمن جهتها مطالبة بالبعد عن المقاربة الكلاسيكية في التعامل مع الاحتجاجات التي تجعل استعمال القوة السبيل الوحيد للتعامل مع المحتجين،وهي مقاربة اتبتت فشلها في أكثر من محطة ،بل ومساهمتها في تعقيد المشاكل أكثر من حلها،أما التعامل السلمي والحوار فهو السبيل لتقريب الهوة بين الشباب والقوات العمومية وتحويل التنافر إلى تقارب وتفاهم ليقوم كل طرف بدوره دون تعسف أو استفزاز من الطرف الآخر،وقد اتبتت هذه النقاربة نجاعتها، وفي الميدان رأينا رجال سلطة من العيار الثقيل وقيادات أمنية من الصف الأول، يواكبون احتجاجات شبابZ،في اليوم الأول لانطلاقها بوسط مدينة الدار البيضاء والتي تميزت بحس عال من المسؤولية وضبط النفس من الطرفين، وانتهت الاحتحاجات كما بدأت سلمية،ونفس الشئ حصل ليلة أمس الأربعاء بحي سيدي البرنوصي ،وبعمالة تصنف من عمالات الضواحي وتعرف كثافة سكانية للفئات الشعبية والأكثر هشاشة وبالرغم من ذلك لم تعرف الاحتجاجات التي جابت الشوارع الرئيسية للعمالة أي أحداث عنف أو مواجهات. وهو مؤشر إيجابي، على أن التفاهم والحوار وضبط النفس ،السبيل الأوحد لتجنيب بلادنا سوءا ومصيرا غامضا لا أحد يريده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى