“اركض برجلك ؛ هذا مغتسل بارد وشراب”

0

هذه الآية من القرآن الكريم ، نبهني لها صديق عزيز ، وإن كان هو دكنور جامعي ؛ معروف عليه أنه قرآني أو لاهوتي ، إلا انه اعترف أنها غيرت مسار حياته الصحية لغُبنٍ دام 59 سنة .
وخلال أيام مرضي المفزع ؛ أتذكر الآية والحدث بين الحين والآخر ؛ فتسليني تلاوتها وتردادها وأشف من أغوارها ومعانيها ، وما ظننت أن أجربها وتكون لي بلسما وشفاء من رب العالمين ، والحمد لله الذي لا يحمد سواه ؛ وهذه الليلة بالذات أغلقت جميع الأبواب عني “إلا من رحمة الله طبعا ” ، ضاق التنفس ، وكثر الكح والسعال لدرجة الهذيان ، أنين وألام وأوجاع ، ضعف وفشل ؛ ارتبكت الحسابات الصحية والجسدية والنفسية ، اتصلت بجميع الأصدقاء والمعارف والأطباء ، والدكتور رضوان شرحبيل ، على خط متواصل دون انقطاع ؛ حيران ومرتبك ، للبحث على سرير إنعاشي ، واتضح أن كل الأَسِرَة في المستشفيات ممتلئة ، ثم شلة الشباب الأطباء ابن رشد ؛ اصطدموا بأيديهم مكبلة مقيدة ، لدرجة أنه خرج الشاب إبن البار تائها لشراء جهاز التنفس أو كرائه ، ولم يرد الدخول الى البيت ، وان كان فوق نصف الليل ولم يحترم حظر الحجر والتجوال ، وبعض المحبين أرادوا حملي ؛ ثم اقتحام مستشفى محمد الخامس ، والضغط عليهم بتزويدي بجهاز التنفس الإصطناعي ، ولو ساعة ….
وفي كوكبة هذه الأحداث والمحن والتدخلات والإنتظارات
، ألهمني طبيبي وخالقي ،- له الحمد والشكر والثناء الحسن – وهداني هذه الآية الكريمة الرائعة بلسم وترياق وشفاء
” اركض برجلك ؛ هذا مغتسل بارد وشراب ”
حيث ملأتْ لي زوجتي الطيبة الكريمة شفاها الله ، وهي مصابة بالفيروس على وجه السرعة ؛ إناء من الماء البار المثلج ، ووضعت على قدامي رجلي المغتسل البارد ، وركظت بهما تحريكا وانتعاشا واستئناسا وتعبدا وتلاوة واطمئنانا ، فجاء الفرج من رب العالمين ، حيث أن نسبة الحاجة للتنفس الاصطناعي غير مطلوبة ، وذلك راجع للجهاز المركب على أصبعي يظهر قياس الحاجة والضرورة للتنفس ، فاتصلت بالدكتور رضوان شرحبيل وشرحت له الأمر كله ، وفرح واطمأن لكلامي ، ثم اتصلت بالأحباب ؛ بإخبارهم عدم الحاجة إلى المستشفى الليلة ، أو الضرورة للتنفس الاصطناعي الاضطراري ، وانا اكتب هذه الكلمات المفعمة بعظمة الله ، في خلقه وفي كتابه الكريم ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، والآية الكريمة لها قصة في القرآن الكريم مع سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام ، إذ قال تعالى : “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ : أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ”
هذا بيان للمحبين والمستفسرين على أحوالي ؛ مع انتظار الفرج من رب العالمين بالذهاب إلى المصحة ، لإستكمال العلاج ، عفاكم من كل الأضرار ، ووقاكم من كل الأوجاع وشافاكم من كل العلل ، وان ترفع هذه الغمة على الأمة، وتُزال هذه المحنة ، وتعود فوائدها يسرى وعفو ومنحة…
محبكم نورالدين ودي

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.