إلى وزير الصحة: قد علمنا أرقامكم ماذا عن روتينكم اليومي في مواجهة كورونا؟

0

•محمد الشمسي

لا يزال المواطن المغربي يترقب إطلالة وزير الصحة أو رئيس الحكومة ليس ليقدما له الفاتورة اليومية القاتمة في شكل بلاغات عدد الإصابات والوفيات وحالات الشفاء، بل ليشرح له تفاصيل خطة وزارة الصحة لمواجهة هذا المارد المتجبر، الأرقام في صعود ونحن نتوقع ذلك، لأنه ما من دولة نجت من اكتساح الغول كورونا، لكن لأن رئيس الحكومة اعترف للمغاربة أن جلالة الملك أعطى تعليماته السامية للحكومة أن تصارح الشعب حول تدبيرها للوباء، فمن حق هذا الشعب اليوم أن يعرف نوعية الأسلحة والخطة التي تواجه بها وزارة الصحة هذا الفيروس، وما توفره لهذه الغاية من عدة وعتاد على المستويين البشري والتقني، ومدى توفر الوزارة على توقع لتأثير الطوارئ الصحية في الحد من تفشي الفيروس، وما إن كان قرار الحجر الصحي يتطلب منعا تاما للحركة ما بين المدن وما بين الأحياء داخل نفس المدن، وماذا تقصد الوزارة بالمرحلة الثانية من الوباء؟، هل هذه المرحلة مرتبطة بعدد الإصابات أم بتفعيل بعض الإجراءات البديلة ؟، ثم مدى استعداد المستشفيات لاستيعاب افواج المرضى أو المشكوك في مرضهم، ونوعية وحجم العناية التي يتلقاها المريض هناك، ومدى احترامها ليس فقط لكرامة المريض فهذا فرض لا تفريط فيه ، بل لمدى دعمه نفسانيا من طرف مختصين بالموازاة مع علاجه السريري، لتقويته بما يجعله يغلب الفيروس بعزيمته قبل مفعول الدواء.
لا ننكر أن وزارة الصحة انطلقت باحترافية ومهارة في إدارة الكارثة، منذ الإعلان عن ظهور أول حالة في الثاني من شهر مارس، لكن مع نشاط الفيروس وتمدده لوحظ انكماش لتواصل وزارة الصحة واختفاء غير مبرر لرئيس الحكومة علما أن منصبه كطبيب نفساني يشفع له في الخروج على الناس، وإن جنوح وزارة الصحة إلى تكليف أيا كان من موظفيها ليقوم بتلك المهمة الروتينية التي باتت مملة، بأن يقف خلف الميكروفونات ليتلو بلاغا لا يحمل سوى السيئ من الأخبار، سيجعل منه مسلسلا رتيبا ومخيفا ومنفرا قد ينصرف عنه الناس ولا يعيرونه أهمية، وقد يفتح الباب لمؤشر بورصة الإشاعة لينتعش من جديد، فما العيب في أن تشرك وزارة الصحة شعبها في روتينها اليومي وهي تجابه الفيروس والشعب والتاريخ ممتنان لرجالها ونسائها بذلك؟، ولو من باب طمأنة القلوب المرتجفة، ألم يقل أهل الطب أن الفزع يضعف المناعة ؟ فهل من فزع أكثر من هذا؟، إن بدا للوزارة أن الشعب لا يفهم في الطب والصحة شيئا فعلى الأقل ليس كل الشعب ، فلتشرح فقط لمن يفهم منه ، وهؤلاء سيقدمون لنا الشروحات “على قد عقلنا”، إلا إذا كانت وزارة الصحة تخشى من أن تفضحها روتينها اليومي أمام هؤلاء”الفاهمين”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.