يا معالي الوزير : كورونا يقاوم كذلك بالتواصل والمكاشفة

محمد الشمسي

0

لعل المغاربة واعون بحجم وقدرة وزارة صحتهم، نحن لم ننزل من السماء أو نأت من كوكب زحل حتى يحاول وزير الصحة ومعه رئيسه في الحكومة أن يوهماننا أن وزارتهم يمكنها أن تنجح في اختبار تجاوز كورونا، فوزارة صحتهما لها مشاكل فقط مع نساء حوامل لا هن ناقلات فيروسات ولا يحتجن لقفازات ولا لكمامات، ونعرف أن مستعجلاتنا لا تقوى على استقبال حتى ضحايا حوادث السير، نحن نعرف “البئر وغطاه” كما يقول الأشقاء المصريون، لكن الذي يجعلنا نجدد في وزارة الصحة الثقة هو أنها مسنودة بتعليمات ملكية و بتجهيزات وأطقم طبية عسكرية بتعليمات من القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، ثم إننا نثق في كفاءات أطبائنا وممرضينا الذين دأبوا على إسعاف المرضى بالقليل من العدة والعتاد المتوفرين لديها، وهم أول ضحايا وزارتهم، إلا أن وزير الصحة لم يظهر له اثر خلال تفشي الجائحة ، شأنه شأن رئيس الحكومة الذي كان أول من التزم بالحجر الصحي ودخل داره آمنا مطمئنا يخاطب من انتخبوه من خلف حاسوبه.
لا ننكر أن الأزمة كانت تدار في بدايتها بحكمة وحزم ووضوح، لكن فقط لأن جلالة الملك كان ساهرا عليها، ووزير الداخلية كان فاعلا فيها، فاتضح مع مرور تهاون وانتقال من المسؤولين الحكوميين الى الصفوف الأمامية للمتوارين الفارين ، وتركوا المواطنين غرقى وسط حرقة السؤال، ماذا يجري؟ وإلى متى سيظل الوضع هكذا؟، وأين وصل هذا الوضع؟، وقد كان حري بوزير الصحة ومعه رئيس الحكومة أن يظهر أحدهما أو كلاهما في ندوة صحفية موسعة ولو أسبوعيا أو نصف شهري ينقلان فيها مستجدات الوباء ، ثم يقدمان فيها شروحات عن إستراتيجية محاصرته، والجواب على تلك الفيديوات التي تصور مستشفيات في صور مطارح، خالية على عروشها إلا من صيحات مرضى، سرعان ما تدبج الوزارة أو منادوبها بلاغا يقلبون فيه المعادلة، حيث يصبح المريض هو المجرم ويصير التقصير هو المجني عليه، وقد يشفع للرجلين خروجهما للناس كونهما معا من أسرة الطب.
ونختم بالقول إن كورونا لا نقضي عليه بمجرد الحجر الصحي، وبلاغات عد الخسائر، بل لابد من تواصل ومكاشفة بين الحكومة والشعب، فما جدوى الحكومة ما لم يتقدم وزراؤها خطوط المواجهة، وينقلون للناس الواقع مفصلا تفصيلا ؟، أليست القيادة شقيقة المسؤولية؟ على الأقل ” خرجو برْدُوا فلوسكم”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.