“حد كورونا” : الحصيلة ثقيلة لكن لا مفر من المواجهة

م الشمسي

0

يصر الوحش كورونا على أن يسود ويقتل في آخر يوم أحد من شهر مارس لهذه السنة، حتى جاز وصف هذا اليوم ب” أحد كورونا” أو “حد كورونا”، الذي تزامن مع انطلاق موسم الربيع الذي حرق كورونا ما بقي عن نيران جفاف …
ولأن وزارة الصحة لا تتواصل مع المواطنين إلا بخرجات من “المغرب للمغرب”، يقوم ممثلها بقراءة حصيلة نتائج التحليلات مثل أي مختبر في نهاية الشارع ثم يتوارى لتنطلق موسيقى التلفزة بعده وكأنه زف لنا بهجة ، لذلك لا نعرف هل حصيلة يوم الأحد ” طالعة أم عادية أم متوقعة”؟.
وفي انتظار ان تقرر وزارة الصحة معاملتنا على أننا هم المعنيون الأوائل بالمعلومة لا يسعنا إلا نصبر ونتحمل ونستعد لكل أسوأ قادم.
ربما يكون الخلل في كيفية استعمال وصفة الطوارئ الصحية، هل شرحوها لنا جيدا ؟ ، الجواب هو ” لا أظنهم فعلوا ذلك”، قالوا لنا ” شد دارك ولا تخرج إلا للضرورة القصوى” ، لكن هل قالوا لنا لا تتزاوروا فيما بينكم داخل نفس العمارة؟، هل قالوا لنا إذا كنتم تحبون والديكم وأقاربكم فلا تزوروهم خلال مدة الطوارئ ، حماية لهم وحماية لكم ؟ لم يقولوا لنا شيئا عن ذلك فظن العديد من المستهترين أنه يمكنهم أن يتأبطوا رخصة تنقلهم الاستثنائية ويذهبوا لعيادة أم أو أب أو هما معا ، ويمكنهم زيارة مقرب أو صديق “يقرقبو معاه الناب” ويقتلان معا رتابة حجر صحي ممل.
انتظرنا الدولة لكي تداوي جروحنا وتؤنس “قنطتنا” عبر قنوات تلفزية تقتات من ضرائبنا ، و” تتبرع علينا” بطبيب او معالج نفساني يجيب على قلقنا و يؤصل له علميا ، فلم تفعل، حيث لازالت رائحة ” الحموضة و الغمولية” تنبعث من برامج تعتدي علينا بها ونحن تائهون بين ظلمة الغد ورهبة الحاضر .
ومادامت وزارة الصحة توشك أن تسقط في امتحان التواصل ، فلا مهرب لنا عن مواجهة كارثتنا بأنفسنا، فلا يأس ولا قنوط ولا فزع خارج الضوابط والحدود، نلازم بيوتنا لأنه سلاح من لا يثق في مستشفيات بلده ، ونحن نرى الفيديوات توثق لحجم من الإهمال لا نراه جديدا علينا، ونقرأ بلاغات بلهاء تهرب من الحقيقة وتدخل الى الحديقة وتبرر التقصير بعيب في المريض وكأنهم يقولون لنا ” ربطو لعصا وطلقو الكلب ” أو ” حطو لحمار فوق البردعة” .
سنقاوم ومساكننا نلازم، ونحتاط قد المستطاع ، ونبتهل لله ان يخفف في ما قدر وان يثبتنا في هذه الشدة ، فما حك شفرك مثل ظفرك .

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.