على منابر من نور

نورالدين ودي

0

توفي الحاج حمودة لقصوري ، رجل اجتمعت عليه كل الأطياف السياسية والألوان الجمعوية وأبناء عين السبع الشرفاء ، بالترحم عليه ، وذكر محاسنه الطيبة ، وفضائله الكريمة ، تم تشييع جثمانه إلى مرقده الأخير ، وقد صَلَّت عليه حشود من أحبابه وأصدقائه من مختلف المشارب ، لأن هذا الرجل الطيب البشوش محبوب عند كل الأصناف ، رجل ترك بصمته في فعل الخير والتوسط له ، خدوم بامتياز ، مرت حياته بين التدريس بثانوية ابن العوام لأبناء عين السبع ، والعمل الجماعي كمستشار بجماعة عين السبع في عدة وٍلايات ، حتى أصبح قيدوما بها ، يرشح وينتخب ، وينال مقعده ، وإن غَيَّرَ لونه أو حزبه ؛ يفوز بمكانته وصلاحه وبساطته وتواضعه ، وعرفانا بخدماته ، رجل عاش للناس ولصالح الناس ، ويشهد الجميع دون استثناء أن المرحوم ، حينما اعتلى رئاسة مقاطعة عين السبع لفترة وجيزة ، كسب محبة الساكنة والموظفين ، لا يرد من طرق باب مكتبه ، بل تركه مفتوحا لا يغلق ، يستقبل المواطنين بتلقائية وعفوية ، يقضي الحوائج ، ويقدم المساعدات ، وأقر أكثرهم وأغلبهم أنه افضل رئيس مَرِّ بعين السبع ، قلبه مات سليما من الأحقاد والضغائن ، وصدره بات بريئا من التصدعات والجلاجل ، شهد له الخاص والعام بطيبوبته ، وحسن تواصله ومعاملته ، كان خفيف الظل ، ذو دعابة ونكثة ، يقلب كل الأمور بالبسط والضحك …
لم أجلس معه شخصيا إلا لماماً لكونه كان مستشارا خارج التسيير – لا أومن بالمعارضة في العمل الجماعي- ، وكلما التقيت به لا تفارقه الإبتسامة من مُحياه ؛ ناصحا وموجها قائلا ؛ أنت محبوب واصل في عمل الخير لنيل محبة الناس ، ولا يتصل هاتفيا لشخصه ، سوى لقضاء أغراض الساكنة وحاجاتها .
هذا النموذج الذي نفتخر به ، قد نفتقده وينقرض أمثاله في المشهد العام ، وهي عبرة لمن اراد ان يتعض ويعتبر ، ونفتخر بهذا الرجل المتواضع المعطاء ، إذ ليس له مال ولا جاه ، ولكن يفعل الخير ، ويسهر على قضاء الحاجات ، هو أسوة حسنة ، وقدوة طيبة لمن تحمل المسؤوليات ، ينبغي أن نبني علاقتنا على المحبة والأخوة ، وان نكون لحمة خير ، وجسد رحمة ، ورسالة صلاح وفلاح ، وسفراء مودة وإخاء ، وسبل تواصل وتعاون ، أما ريح التنابز والتباغض غير نافع ، ومسار التطاحن والتفارق غير مجني ، ومنعطف التراشق والتلاسن غير مٌجد
ان السيرة الطيبة هي ما يتركه الإنسان ما بعده ، وكل ما كتبته قليل في حق المرحوم ، وإنما هي مساهمة بسيطة في حقه وعلى الأخيار ، من رأى ان يضيف من أخباره ومناقبه وفضائله ، رحم الله الحاج لقصوري وجعل مثواه الجنة ورحم كل صالح نافع للبلاد والعباد والحقنا به طاهرين مرحومين

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.