توفي الحاج حمودة لقصوري ، رجل اجتمعت عليه كل الأطياف السياسية والألوان الجمعوية وأبناء عين السبع الشرفاء ، بالترحم عليه ، وذكر محاسنه الطيبة ، وفضائله الكريمة ، تم تشييع جثمانه إلى مرقده الأخير ، وقد صَلَّت عليه حشود من أحبابه وأصدقائه من مختلف المشارب ، لأن هذا الرجل الطيب البشوش محبوب عند كل الأصناف ، رجل ترك بصمته في فعل الخير والتوسط له ، خدوم بامتياز ، مرت حياته بين التدريس بثانوية ابن العوام لأبناء عين السبع ، والعمل الجماعي كمستشار بجماعة عين السبع في عدة وٍلايات ، حتى أصبح قيدوما بها ، يرشح وينتخب ، وينال مقعده ، وإن غَيَّرَ لونه أو حزبه ؛ يفوز بمكانته وصلاحه وبساطته وتواضعه ، وعرفانا بخدماته ، رجل عاش للناس ولصالح الناس ، ويشهد الجميع دون استثناء أن المرحوم ، حينما اعتلى رئاسة مقاطعة عين السبع لفترة وجيزة ، كسب محبة الساكنة والموظفين ، لا يرد من طرق باب مكتبه ، بل تركه مفتوحا لا يغلق ، يستقبل المواطنين بتلقائية وعفوية ، يقضي الحوائج ، ويقدم المساعدات ، وأقر أكثرهم وأغلبهم أنه افضل رئيس مَرِّ بعين السبع ، قلبه مات سليما من الأحقاد والضغائن ، وصدره بات بريئا من التصدعات والجلاجل ، شهد له الخاص والعام بطيبوبته ، وحسن تواصله ومعاملته ، كان خفيف الظل ، ذو دعابة ونكثة ، يقلب كل الأمور بالبسط والضحك …
لم أجلس معه شخصيا إلا لماماً لكونه كان مستشارا خارج التسيير – لا أومن بالمعارضة في العمل الجماعي- ، وكلما التقيت به لا تفارقه الإبتسامة من مُحياه ؛ ناصحا وموجها قائلا ؛ أنت محبوب واصل في عمل الخير لنيل محبة الناس ، ولا يتصل هاتفيا لشخصه ، سوى لقضاء أغراض الساكنة وحاجاتها .
هذا النموذج الذي نفتخر به ، قد نفتقده وينقرض أمثاله في المشهد العام ، وهي عبرة لمن اراد ان يتعض ويعتبر ، ونفتخر بهذا الرجل المتواضع المعطاء ، إذ ليس له مال ولا جاه ، ولكن يفعل الخير ، ويسهر على قضاء الحاجات ، هو أسوة حسنة ، وقدوة طيبة لمن تحمل المسؤوليات ، ينبغي أن نبني علاقتنا على المحبة والأخوة ، وان نكون لحمة خير ، وجسد رحمة ، ورسالة صلاح وفلاح ، وسفراء مودة وإخاء ، وسبل تواصل وتعاون ، أما ريح التنابز والتباغض غير نافع ، ومسار التطاحن والتفارق غير مجني ، ومنعطف التراشق والتلاسن غير مٌجد
ان السيرة الطيبة هي ما يتركه الإنسان ما بعده ، وكل ما كتبته قليل في حق المرحوم ، وإنما هي مساهمة بسيطة في حقه وعلى الأخيار ، من رأى ان يضيف من أخباره ومناقبه وفضائله ، رحم الله الحاج لقصوري وجعل مثواه الجنة ورحم كل صالح نافع للبلاد والعباد والحقنا به طاهرين مرحومين