سياسة

هكذا عاقبت بورجوازية الدار البيضاء حزبي الاستقلال والاتحاد وصوتت “للبيجيدي”

تاريخيا ظلّت الفئات الغنية القابعة في بعض الأحياء الراقية بالمدن المغربية، تسجّل أضعف نسب المشاركة الانتخابية، وتميل في حدود مشاركتها إلى التيارات السياسية «الحداثية»، والتي تدافع عن بعض القيم والحريات، وهو ما كان يتجسّد، أساسا، في أكبر حزب اشتراكي إلى عهد قريب، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
لكن «التسونامي» الذي ضرب كبريات المدن المغربية يوم 4 شتنبر الحالي، وجرف أهم وأكبر الحواضر على طول الشريط الساحلي الأطلسي من طنجة إلى أكادير، إلى حضن الحزب الإسلامي الفتي، حزب العدالة والتنمية، خلط كل الأوراق، وحيّر المدبّرين والمخططين قبل الملاحظين والدارسين. «رغم أنه لا يحق لي قول ذلك، لكن صدّقني إن قلت لك إن المهندسين الإداريين المتخصصين في تدبير الانتخابات أنفسهم لم يستوعبوا بعد ما حدث، ولا يملكون كل عناصر تفسير هذا الاكتساح الانتخابي، خاصة أنه شمل فئات اجتماعية تتموقع في أعلى هرم الطبقة الوسطى بالمغرب»، يقول مصدر مطلع تحدّثت إليه «اليوم24».
واحد من «بورجوازيي» المغرب وسكان حي السويسي الرباطي الراقي، البرلماني السابق وابن الملياردير ميلود الشعبي، فوزي الشعبي، قال إن تصويتا مكثفا لفائدة حزب العدالة والتنمية وقع في الانتخابات الأخيرة. «والجديد الذي أدى إلى ذلك هو وجود حزبين رئيسيين سخط عليهما الناخبون وحتى مناضلوهما، وهما حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي». الشعبي أضاف أن المشاكل الداخلية التي يعشها الحزبان، خاصة على مستوى القيادة، سبّبت لهما تصويتا عقابيا، «وهو ما جعل الكثيرين يصوتون لحزب العدالة والتنمية، مثلما صوّتوا لوجوه جديدة جسّدت البديل نوعا ما، مثل بنت المرحوم أحمد الزايدي وعمر بلا فريج، هؤلاء جميعا نجحوا باعتبارهم وجوها جديدة وبديلا مناسبا».
الشعبي فسّر في المقابل التراجع النسبي لأصوات العدالة والتنمية في نفس المقاطعة حين ننتقل إلى أحياء أقل غنى أو أحياء الصفيح، بكون «الأحياء الفقيرة غالبا ما تستعمل فيها الأموال أو الوعود أو استعمال بعض الصدقات، كما هو الحال مع دوار عين خلوية الذي تستعمل معه مساعدات خصصها لهم الشيخ زايد، ويوهمهم البعض أنهم إذا لم يصوتوا له لن يتوصلوا بتلك المساعدات». هذا الحي الفقير نفسه الذي يوجد ضمن المقاطعة نفسها التي تضم «قصورا» وفيلات السويسي، ورد أيضا على لسان وكيل لائحة المصباح برسم الانتخابات الأخيرة. «في الأحياء الفقيرة كانت نتائجنا ناقصة مقارنة بباقي الأحياء، وذلك يفسّر بضغط المال الذي يمارس بشكل أسهل والوعود المرتبطة ببعض المغريات والأعطيات والحديث عن توفير سكن بديل بالقرب من الرباط بدل عين العودة، في حين أن هذا مستحيل». وأوضح الطاهري أن الأمر يتعلّق بنحو 800 «براكة» تشكّل حيّ عين خلوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى