موجة البرد القارس التي اجتاحت العاصمة الإقتصادية منذ اكثر من ثلاث أسابيع، غيرت عادات البيضاويين في مثل هذه الظروف، إذ ان الإقبال على شراء اجهزة التدفئة المختلفة وصل درجات قياسية، سواء تلك العاملة على الكهرباء او الغاز، وكثر الإقبال أيضاً على آكلات شعبية اقتربت من الإندثار كحصاء الفول المعروف بالبيصارة او البابوش او باقي الشربات الدافئة التي تفيد جسم الإنسان في مثل هذه الظروف.
فدرب عمر مثلا اصبح وجهة لا محيد عنها هذه الأيام لشراء اجهزة التذفئة المختلفة والمتنوعة التي ينطلق ثمنها من مائتي درهم الى اكثر من الف وخمسمائة درهم، حسب نوع جودة واستعمالات الجهاز، بالإضافة الى اختلاف مصدرها سواء القادمة من الصين او تركيا او حتى الدول الأوروبية كإيطاليا وفرنسا.
ولا يقتصر الأمر على البيضاويين بل يمتد شراء هذه الأجهزة لتجار باقي مناطق المملكة الذين استفادوا من الظروف المناخية الحالية ليرفعوا رقم معاملات تجارتهم، خاصة في مناطق الأطلس الكبير والمتوسط، والجهة الشرقية.
وبالإضافة لأجهزة التدفئة يواجه البيضاويون موجة البرد القارس بالقطاني كشربة الفول والعدس، وفي هذا الصدد كثر الإقبال على سوق القطاني المتواجد بمنطقة كراج علال قرب ممر السكة الحديدية، اذ تلاحظ تدفق عدد هام من المواطنين والزبناء على هذا الفضاء منذ أولى ساعات الصباح.
عادات جديدة وأخرى ضاربة في القدم، يحاول البيضاويون التكيف معها، حسب ظروف المناخ، التي أصبحت قاسية خلال السنوات الأخيرة، بعد ان وصلت درجات الحرارة خلال بعض الليالي لأقل من اربع درجات مئوية.