لا شك ان كل من شاهد صور المواطن الذي ظل يحتضر بين احضان زوجته الى ان وافته المنية، بسبب شغب الجماهير التي تابعت لقاء الرجاء وأولمبيك خريبكة، سيشعر بحجم المآساة التي أصبحت تعاني منها كرة القدم الوطنية، والمدى السلبي الكبير الذي وصل اليه الشغب، في ظل عجز السلطات والجامعة وجل المتدخلين على الحد منه.
مشهد مؤسف يتكرر باستمرار في ملاعبنا الوطنية هذا الموسم، لكن مشهد خريبكة كان الأكثر دموية، بعد ان اخترقت الشهب الاصطناعية التي كانت الجماهير تتبادل رشقها، عنق المواطن المسكين وتتركه جثة هامدة لا حول لها ولا قوة، والأكيد ان هذا المواطن لا دخل له باللقاء الكروي، ولا دخل له أيضاً بفريقي الرجاء وخريبكة، ذنبه الوحيد تواجده بمسار ترجل الجماهير بعد نهاية المباراة.
من سيتحمل ذنب وفاة هذا الرجل، ومن سيعوض أسرته عن الم فقدانه بلا ذنب، ومتى ستتوقف مآسي الشغب ببلادنا عن حصد الضحايا، وهل ستتدخل السلطات الكروية والمحلية لوضع حلول جدرية لهذه الآفة الخطيرة، اسئلة ستظل تتكرر دون أجوبة، مادامت فئة من الشبان المندسة وسط الجماهير والتي تسعى جاهدة لتشويه الصورة الجميلة لرياضة اسمها كرة القدم.