مجتمع
الحولي يدفع كبير على جيوب المغاربة !؟

لماذا أصبح كبش العيد صعب المراس ولا يتهاون في إبراز قرونه متغطرسا أمام مواطنين لا حول لجيوبهم ولاقوة، لماذا أصبح النظر لكبش مليح من نوع السردي عيبا وخطيئة في نظر بعض المغاربة، هل لكون ثمنه أصبح أكبر من راتب شهري للموظفين البسطاء، أم لأن ثمنه أفقد العيد رمزيته الدينية والروحية، وأدخل المواطنين في متاهات التباهي والإستدانة والمصاريف غير المبررة.
حتى بائعي الحولي تغيرت عاداتهم وسلوكاتهم، وأصبحوا بدورهم يختارون عرض بضاعتهم التي تعبوا في تسمينها وإعدادها على مر شهور، في كراجات وسط الأحياء على مقربة من الساكنة بدل الأسواق الموسمية التي كانت تعج بها البيضاء ذات يوم، وانعكس ذلك بطبيعة الحال على ثمن الأضحية حتى أصبحنا نسمع عن حولي ب4000 الاف درهم أو 5000 الاف درهم.
كما أن شراء الخروف لا يعفيك من مصاريف إضافية قد تصل ل500 درهم، تتضمن فندق الحولي بعشرة دراهم لليلة الواحدة، والمأكل الذي هو عبارة عن تبن وشهير بصفة يومية، بالإضافة الى التوابل والسكاكين وأدوات الشواء، لتصبح التكلفة غير يسيرة الهضم حتى قبل أن تتذوق طعم الأضحية.
فمتى يلين قلب الخروف، ويحن على جيوب البسطاء والمستضعفين، ويتواضع للمساكين، حتى يكون لهم نصيب من لحمه وشحمه، وشيء من أجوائه الدينية والعائلية، ومن كان رحيما مع المستضعفين كان الله في عونه.