مجتمع

كيف تضيع في مستشفى 20 غشت !؟

وصفة سهلة للإحساس بالضياع والتيهان وإنعدام الأمل، كل ما عليك فعله هو التوجه نحو باب مستشفى 20 غشت، سواء بغرض إجراء الفحوصات أو عملية جراحية ما، أو بقصد إجراء خدمات طبية مستعجلة، والمرور بتجربة قل نظيرها في المستشفيات العالمية.
بداية المشوار الصعب والمتعب تنطلق من البوابات حيث وضعت إدارة المستشفى أكشاكا خشبية وكراسي، لتوجيه المواطنين قبل توزيعهم على المصالح التخصصية، كطب العيون الأمراض الصدرية وغيرها من الأمراض، حيث عليك الإنتظار لأكثر من ساعتين ليحين دورك ثم عليك الإنتظار من جديد وتجاوز حاجز الحراس الخاصين للولوج أخيرا للمستشفى.
بعد تحديد نوع وموعد الفحص، عليك الإنتظار من جديد أمام صندوق الآداء، والإنتقال بين أكثر من مكتب للحصول على الورقة النهائية، والإنتظار بعد ذلك للولوج الى قاعة الفحوصات خصوصا وأن مصالح 20 غشت تشهد إقبال مئات المواطنين يوميا و من مختلف مناطق المملكة.
أما إذا احتاج الأمر لعملية جراحية، فعليك أخد موعد لأسابيع حتى وإن كانت حالتك تستدعي الإستعجال، والقيام بإجراءات معقدة بين أكثر من مكتب ومسؤول، انطلاقا من الطبيب الرئيس أو الماجور مرورا بالإدارية المسؤولة عن الفوترة ثم أمينة الصندوق، وانتهاءا بصاحبة آلة نسخ الأوراق.
والمثير للإستغراب هو كثرة سير واجي، بين المكاتب لأسباب عديدة، حيث يمكن أن تلتقي بمسؤول لأربع أو خمس مرات، رغم أنه كان بالإمكان تسهيل الأمر على المواطنين بإجراءات مبسطة، تزيح عنهم عبئ التنقل والإنتظار، عكس المصحات الخاصة التي ورغم ارتفاع ثمن خدماتها، إلا أن إجراءاتها أقل تعقيدا بكثير.
المستشفى ولابد من قول ذلك، يتوفر على أفضل الأطباء والمختصين على الصعيد الوطني، ويلجه من أجل ذلك مواطنون من مختلف الطبقات الإجتماعية ومن شتى المدن، ونسبة نجاح العمليات جد عالية مقارنة بباقي المستشفيات، كما تتوفر مصالحه على أجهزة جد متطورة، لكن يبقى المشكل العويص الذي يؤرق بال المواطنين هو تعقيد وصعوبة الإجراءات الإدارية، التي تدفع بالعديدين وأنا منهم “واك واك آعباد الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى