لهذه الأسباب يقود بوسعيد سفينة التجمع بجهة الدار البيضاء

عاد محمد بوسعيد، والي جهة الدار البيضاء الكبرى سابقا والوزير الحالي في المالية والاقتصاد، إلى جهة الدار البيضاء-سطات، لكن من بوابة التنظيم الحزبي الصرف هذه المرة، بعد تعيينه، اليوم الأربعاء، منسقا جهويا لحزب التجمع الوطني للاحرار، مكان محمد بنطالب، أحد قيدومي هذا الحزب الذي عمر في هذا المنصب عقودا.

وكما كان متوقعا، اختار عزيز أخنوش، الرئيس الجديد لحزب الحمامة، أحد الأطر الكبرى لقيادة سفينة التجمع في المرحلة القادمة والمتميزة بصرامة تنظيمية تقطع مع التجارب السابقة، إذ كان الحزب تسير كما اتفق دون بوصلة، أو توجيه، أو خطة، ما كان يصنف، في نظر عدد من المتتبعين، مجرد حزب للاعيان وكبار المنتخبين الذين يفوزون بحقائبهم المالية (موالين الشكاير) وليس بشيء آخر.

وقطع تعيين بوسعيد جميع الاحتمالات التي كان ترجح أحد الأسماء البازرة في الحزب جهويا لتقلد هذا المنصب، كما وضع حدا لعدد من الصراعات التنظيمية وحرب التكتلات التي عاشها التجمع في الجهة وكادت تعصف به، ومازاد من حدة ذلك الموقف المحايد الذي أظهره أخنوش تجاه الأقطاب المتصارعة، والمسافة الواحدة التي حافظ عنها من الجميع، وقد ظهرت هذه الصراعات جليا خلال المؤتمر الجهوي الشهر الماضي، وكادت تعصف بأشغاله.

ويعتبر وزير المالية والاقتصاد أحد مهندسي المرحلة التجمعية الحالية، إذ حرص على مرافقة أخنوش في جميع تحركاته وكان بجانبه في جميع المؤتمرات الجهوية، وتنقل معه في جميع الجهات تقريبا، كما تناول الكلمة في بعض الأحيان لشرح مرامي وأهداف الحزب في حلته الجديدة.

وعدد متابعين فإن اختبار بوسعيد لهذه المهمة التنظيمية لم يكن صدفة، بل كان متوقعة، بسبب الخبرة الكبيرة التي راكمها الرجل بالعاصمة الاقتصادية وضواحيها وعمالاتها وأقاليمها المجاورة، وذلك من موقع الإدارة الترابية، بعد تقلده لثلاث سنوات تقريبا مهمة والي جهة الدار البيضاء الكبرى.

وخلال هذه المهمة، كون بوسعيد علاقات متشعبة مع جميع المسؤولين، كما لعب أدوارا أيضا في دعم حزبه بالمدينة، واعتبر موجها من بعيد لعدد من المبادرات التي كان لها وقع كبير على التجمع في عدد من المراحل.

بوسعيد ايضا خبير مالي واقتصادي، اذ سيقارب المسألة التنظيمية بأكبر جهات المغرب بحساب الربح والخسارة، خصوصا بعد النتائج المتواضعة التي حصل عليها التجمع خلال الانتخابات التشريعية الماضية، اذ لم يفز سوى بمعقدين من 32 مقعدا عمالة الدار البيضاء التي تضم 16 مقاطعة.

ويضع بوسعيد عينه منذ الآن على تحقيق موقع متقدم في مجموع الجهة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، اذ يراهن الحزب بكل قوته وامكانياته المالية والتنظيمية على تحقيق المرتبة الاولى في انتخابات 2021، رافعا شعار “اغراس اغراس”.