ثقافة و فنون

أشهر عازف كمان بالمغرب…’ حكمت عليه الظوروف ‘ يبيع ” الطباسل” في كازا

كانت فترة السبعينات منعطفا جديدا في مسار الفنان عبد العزيز الستاتي، الذي استاء من الاستيقاظ كل يوم على الساعة الرابعة صباحا والتوجه إلى الأراضي الفلاحية التي يملكها والده من أجل مراقبة المزارعين.
رغم أنه لم يكن مطلوبا منه القيام بمجهود بدني أو المشاركة في قطف الثمار أو حرث الأرض إلى غير ذلك من الأعمال المرتبطة بالعمل في الحقول، إلا أن الستاتي شعر بالملل من القيام يوميا بالعمل نفسه.
كان عدد من أبناء القرية الذين انتقلوا للعيش في الدار البيضاء وحكيهم عن تجربتهم وراء تشجيع الستاتي على مغادرة قريته، إذ اتخذ قراره دون استشارة أو موافقة والديه.
وبمجرد أن اقترح عليه أحد الأصدقاء الذهاب رفقته إلى الدار البيضاء وافق على الفور عبد العزيز الستاتي، ليرافقه على متن شاحنة لنقل فاكهة التين الشوكي “الهندية”.
في طريق الستاتي إلى الدار البيضاء أصيب في عينه بسبب ارتطامه بأحد صناديق التين الشوكي ووخزه في عينه، ليشعر بآلام كثيرة طيلة الطريق.
استقر الستاتي عند أحد أبناء قريته، الذي يفتح بيته أمام القادمين من قريته بمنطقة العونات للمكوث به إلى حين الحصول على عمل وتحسن وضعهم المالي.
كانت التجارة المجال الذي اشتغل فيه عبد العزيز الستاتي في البداية بالدار البيضاء، والتي استطاع من خلالها أن يضمن قوته اليومي.
“اشتغلت في بيع “اللواني” و”الطباسل” و”القطع النحاسية القديمة”، يحكي عبد العزيز الستاتي، الذي كان من بين الباعة المتجولين بسوق درب غلف وتحديدا في منطقة كانت تعرف في السبعينات ب”الواد”.
رغم أن الستاتي كان يشعر بالفخر لأنه استطاع أن ينجح باعتماده على نفسه، لكنه كان دائم التفكير في أسرته، خاصة والدته ووالده التي كانت المرة الأولى في حياته التي تجرأ على اتخاذ قرار دون استشارتهما، ما أثار غضبهما.
كانت أخبار العائلة والوالدين تصل الستاتي عن طريق الأصدقاء الذين يزورون القرية بين الفينة والأخرى، والذين شعرا باطمئنان، سيما أنهما يعرفان الأشخاص الذين كان يقطن رفقتهم.
ومع حلول عيد الأضحى قرر عبد العزيز الستاتي العودة إلى أحضان الأسرة من أجل تقاسم فرحة العيد معها، كما أنه اشتاق إليهم كثيرا، خاصة بعد قضائه مدة طويلة بعيدا عنهم.
وكانت الشاحنات المحملة بالبضائع وسيلة النقل الوحيدة التي يستطيع من خلالها سكان قريته التنقل، والتي عاد فيها أيضا الستاتي رفقة مجموعة من الأصدقاء وجدوا لهم أمكنة وسط أكياس “الخبز اليابس” و”النخالة”، اللذان يقدمان علفا للماشية.
حمل عبد العزيز الستاتي عددا من الهدايا ومبلغا ماليا قدره خمسة وعشرون درهما قرر أن يقدمها هدية لوالدته، والتي بعد نومه على متن الشاحنة لم يعثر عليها، فغضب كثيرا وطلب من أصدقائه مساعدته لتفتيش أحد أبناء القرية، والذي وضع المبلغ المالي في نصف رغيف من الخبز.

المصدر يومية ‘ الصباح ‘.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى