“مارشي سنطرال”..عبق التاريخ وأريج الزهور وعوالم التشكيل

قبل الدخول لـ”السوق المركزي” أو “مارشي سنترال” كما يحلو لأهل المغرب تسميته، يحسب الزائر نفسه من جهة أنه أمام حديقة غنّاء ممتلئة بالزهور على اختلاف أنواعها وألوانها، فمن بوابته الرئيسية يفوح عبيرها، ومن جهة أخرى أنه يعيش الزمن القديم من خلال مقتنيات وتحف خاصة بهذا العصر.
يقع هذا السوق في منطقة استراتيجية وسط مدينة الدار البيضاء شمالي المغرب، وله أربع بوابات كبيرة تزينها الزهور من مختلف الألوان الرئيسية.
ويمكن لزائر هذا السوق أن يمضي ساعات ما بين التردد على المطاعم التي تقدم أطباق السمك المشوي، والتبضع من محلات البقالة والعطور والتوابل، والتجول في معارض الفن التشكيلي ومحال بيع الطيور المغردة والتحف القديمة ومنتجات الصناعة التقليدية.
ويعود تأسيس السوق إلى عشرينيات القرن الماضي، ورغم انتشار المحلات التجارية الحديثة بكل شوارع وأزقة المدينة، إلا أنه ما زال يحظى بزبائن كثر، منهم المغاربة والسياح الأجانب.
ومدينة الدار البيضاء أسسها أمازيغ مملكة بورغواطة، وكانت تعرف انذاك بـ(أنفا).
وحسب المؤرخ الأمازيغي الزياني المولود سنة 1734م “المدينة أسسها الأمازيغ حينما انتقل الزيانيون إلى تامسنا وتادلة قاموا بتأسيس انفا في تامسنا ومدينة داي في تادلة.
وقد تعرضت المدينة القديمة للدار البيضاء الى التدمير كليا بسبب زلزال لشبونة سنة 1755م، وأعاد بناءها السلطان سيدي محمد بن عبدالله ودعم أسوارها سنة 1770م. و تتميز المدينة القديمة بسورها الذي تتجمع بداخله العديد من المنازل المبنية من الفخار الأبيض أو الحجر، و طرقها الضيقة الملتوية التي تشبه المتاهة.
وفي إحدى زوايا السوق المركزية، اختار عبداللطيف بلامين (63 عاماً) أن يعرض بضاعة تختلف عن باقي ما تعرضه المحلات الأخرى.