
من يشاهد خرجة “المنتخب”بعين الشق بالدارالبيضاء، يكتشف شيئاً واضحاً: رجل فقد المقود، يحاول جاهداً أن يمسك بخيوط لعبة لم تعد في يده. يتحدث كثيراً عن الوالي 2023 وكأنه يستجدي شرعية خارجية، ويعدد الشوارع والحفر والزنقة 47 وسوق بغداد وكأنها إنجازات عابرة، بينما الحقيقة أن كلامه مجرد تلميع فارغ لا يخفي ارتباكه.
الأدهى من ذلك، أنه لم يجد ما يقوله للناس سوى أنه “مقصي” وأنه “أُكل على ميثاق التحالف”، اعتراف صريح بأن مكانته داخل الحزب والتحالف صارت على الهامش. كيف لمنتخب يدّعي خدمة المواطنين أن يقنعهم وهو يعلن بنفسه أنه خارج دائرة التأثير؟
الخطير أنه يصنّف خرجاته كـ”حملة سابقة لأوانها”، اعتراف يفضح نواياه قبل أوانها. فبدل أن يتحدث بلغة رجال الدولة، يختبئ خلف لغة الضحية، يهاجم خصومه بوصفهم “جهلاء”، بينما عجز هو عن تقديم أي مشروع مقنع.
إنها صورة مكشوفة لمنتخب خائف من فقدان المقود، يبحث عن شماعات يعلق عليها فشله: مرة الوالي، مرة الحزب، مرة الحفر، ومرة “الإقصاء”. والواقع أن من لا يملك رؤية ولا يملك قراراً، لا يمكنه سوى أن يغرق في التبرير، حتى يفقد ما تبقى له من مصداقية.