طارق السكيتيوي.. ساحر المغرب الذي يحول التحديات إلى ميداليات..
في عالم التدريب حيث تسلط الأضواء عادة على من يتصدرون المشاهدات بألقاب الأندية الأوروبية الكبرى، ينساب نجاح مدرب المنتخب المغربي الرديف، طارق السكيتيوي، بهدوءٍ يخفي وراءه عاصفة من الإنجازات الاستثنائية، حتى أن المعلق الرياضي المخضرم عصام الشوالي لم يتمالك نفسه وعبر عن انبهاره الصريح، قائلاً في تصريح خاص: “هذا الرجل يستحق الكثير!”. كلمات الشوالي ليست مجرد مجاملة، بل هي شهادة على مسيرة حافلة بالتحدي والإبداع.
فالسكيتيوي، كما لاحظ الشوالي بحرفية المحلل، يواصل الإبداع مع منتخبات مغربية مختلفة، يقود أجيالاً ومجموعات من اللاعبين متباينة الإمكانيات والخبرات، لكنه دوماً ينجح في ترك بصمته بشكل عظيم. من قيادة المنتخب المحلي إلى تتويجه بطلاً لكأس الأمم الأفريقية للمحليين، وصولاً إلى قيادة المنتخب الأولمبي نحوت الميدالية البرونزية التاريخية في أولمبياد باريس، وها هو الآن يقف على أعتاب نيل لقب كأس العرب بعد بلوغ النهائي. هذا التنوع في الإنجازات عبر مسارات متوازية ليس أمراً اعتيادياً.
واللافت في مسيرة هذا المدرب، بحسب الشوالي، هو أن معظم تجاربه تمت في ظروف استثنائية؛ حيث تولى المهام في وقت ضيق، وغالباً بدون استعدادات كافية أو خطة طويلة المدى، لكن السكيتيوي، بعقلية المقاتل والمبدع، لم يتحجج أبداً بالظروف المحيطة، بل حولها إلى منصة لإثبات جدارته وقيمة العمل المنظم والروح الجماعية. إنه نهج يضع النجاح الجماعي فوق كل الاعتبارات، ويثبت أن الإرادة والتخطيط الذكي يمكنهما تعويض نقص الموارد أو الزمن.
إن طارق السكيتيوي يمثل نموذجاً ملهماً في التدريب، يتجاوز حدود التوقعات ويصنع المجد من رحم التحدي. في وقت تشتكي فيه العديد من الفرق والمنتخبات من نقص الإمكانيات أو الوقت، يأتي السكيتيوي ليقدم دليلاً عملياً على أن العزيمة والرؤية الواضحة قادرتان على صناعة المعجزات.
وبينما يستعد لخوض نهائي كأس العرب، يتطلع العالم العربي إلى هذا المدرب الذي علمنا أن البطولات لا تُصنع فقط بالنجومية الفردية، بل بإدارة الحكيمة للجماعة، وتحويل كل تحدي إلى فرصة، وكل مهمة صعبة إلى إرث من الفخر.
