
▪︎متى تفهم الصحافة الفرنسية ان المغرب لم يعد قابل للابتزاز ؟
▪︎حنان رحاب: صحافية
تاريخ الصحافة الفرنسية في تعاملها مع المغرب ليس مجرد صفحات عابرة من الكتابة الإعلامية، بل هو تاريخ طويل من الابتزاز المادي والسياسي الذي أثبتته وقائع وتجارب عديدة، حيث تعودت بعض المنابر الفرنسية على استعمال الكتابة كسلاح للضغط بدل أن تكون وسيلة لنقل الحقيقة، فكان المغرب عبر عقود عرضة لمقالات مدفوعة الثمن أو تقارير مشبوهة هدفها توجيه الرأي العام الفرنسي والدولي ضد مصالحه العليا، وهذا ما جعل العلاقة بين المغرب والصحافة الفرنسية محكومة دائما بريبة وشك، أكثر مما كانت محكومة بموضوعية ونزاهة…
اليوم ومع الهجمات الإعلامية الممنهجة ضد جلالة الملك محمد السادس، يتأكد أن ما يجري ليس سوى استمرار لذلك المسار التاريخي الراسخ في الابتزاز ، إذ لا يتعلق الأمر بحرية صحافة أو استقصاء نزيه بقدر ما يتعلق برغبة دفينة في ابتزاز المملكة ومحاولة فرض أجندات سياسية واقتصادية لا يقبل بها المغرب، فالملك لم يخضع للضغط ولم يقبل المساومة بل فضح هذا الأسلوب على الملأ في وقائع عديدة ، وهو ما لم تستسغه هذه المنابر وفي مقدمتها جريدة لوموند ذات السمعة السيئة في هذا الاتجاه…
وتجربة الصحفيين الفرنسيين لوران و كاترين غراسيي تبقى خير دليل على هذا السلوك، حيث تم ضبطهما متلبسين بمحاولة ابتزاز الملك محمد السادس مقابل مبالغ مالية مقابل عدم نشر كتاب مسيء، وهو ما أكد بالدليل الملموس أن الابتزاز الإعلامي ليس مجرد ادعاء بل ممارسة موثقة وفضيحة أخلاقية طالت سمعة الصحافة الفرنسية نفسها، ومع ذلك حاولت بعض المنابر تبرير الفعل أو التغطية عليه، مما عزز الشكوك حول وجود شبكة مصالح متشابكة تتخذ من الأقلام سلاحا للضغط والابتزاز…
قضية “بيغاسوس” أيضا تمثل مثال آخر على هذا الابتزاز الإعلامي، حيث سارعت عدة صحف فرنسية إلى توجيه أصابع الاتهام للمغرب دون أي دليل مادي، بل اعتمدت على روايات مفبركة ومصادر غامضة، والغاية لم تكن البحث عن الحقيقة، وإنما محاولة ضرب صورة المغرب وتشويه سمعته في محيطه الدولي، غير أن هذه الاتهامات سرعان ما فقدت مصداقيتها بعد أن فشلت في إثبات أي حجة واقعية، ليظهر واضحا أن الهدف كان سياسيا أكثر منه إعلاميا أو حقوقيا….
إن ما يجري اليوم من استهداف لجلالة الملك يعكس بوضوح أن المغرب يواجه معركة إعلامية لا تقل أهمية عن معاركه الدبلوماسية والاقتصادية، معركة عنوانها الرئيسي هو الاستقلالية في القرار ورفض الابتزاز، فالمملكة لا تقبل أن تتحول إلى موضوع مساومة في صفحات جرائد فقدت موضوعيتها منذ زمن طويل، بل تؤكد من جديد أن عهد الخضوع والسكوت انتهى وأن زمن الندية والوضوح هو الذي يحكم علاقتها بالعالم، وهنا يحق لنا أن نقول إن المغرب بفضل صموده وجرأة قيادته، واصطفاف مختلف فئات الشعب المغربي خلف جلالة الملك، يؤكد رسالة واضحة سبق لجلالة الملك ان اكدها في اكثر من مناسبة ” مغرب اليوم ليس مغرب الامس” …