
▪︎رأي حر:مهرجان الظاهرة الغيوانية فقد بوصلته
▪︎بقلم المهبول بودربالة
لا ينكر أحدا وبدون مزايدة ؛ ان الحي المحمدي معلمة الثقافة والفنون والإبداع ، وأنه مهد لمجموعات الظاهرة الغيوانية ، ويحق لأبناءه شرف الافتخار ، ولمثقفيها علو كعب الترقي والانتماء ، وان يستمتعوا بمهرجان الظاهرة الغيوانية في فضاء يطل على سجن درب مولاي الشريف ، ويحجوا إليه عشاقه ومحبوه من كل حذب وصوب ، والذي أضحى عرسا سنويا مميزا وموسما وطنيا وعالميا يحكى فيه القديم ويذكر فيه الجديد ، يجمع بين الأصالة الدائمة والمعاصرة المنفتحة بين الثابت الأصلي والمتحول المتجدد والمبدع ..
نعم استمتع الجمهور المغرم والوفي بالليالي والسهرات والمجموعات ، وفي الخيمة بالندوات والسرديات والحكوات ..
إلا أن مهرجان هذه السنة ؛ لم يرقى إلى ما يطمح إليه منظموه .. فقَدَ بوصلته ، وخرج على مبادئ تأسيسه وتنظيمه ، وازدوجت فيه الزبونية والمحسوبية والمصالح الريعية ، وتعالت آراء كثرة المتدخلين الفاعلين الغير المختصين ، مما أمسى المهرجان الشعبي للجميع ؛ عنصري ذكوري لا يحترم المساواة ولايقدر العدل الحقوقي ..
قد لا ننفي تكذيب رئيس مقاطعة الحي المحمدي في افتتاحه لذلك !!
وان المشاركة لجميع المجموعات ، ولا يستثنى أحد ، لكن اللجنة المنظمة أسقطت في متاهات الإختلاف بالتهميش والإهمال والتسويف والتعالي على بعض الفعاليات والمواهب ، ولا أدل على ذلك تصريح النائب المفوض في الشؤون الثقافية والرياضية ، يؤكد أنه خارج سرب المهرجان وغير مرغوب به !! كما اشتكى محسن رئيس جمعية أحفاد الغيوان ، ورفضت فاطمة ولهان معلمة الفرقة النسائية من المشاركة رغم الاتفاق والوعود ،واستثنيت مجموعة نجوم الليل لا لشيئ إلا لأنها تنتمي لدرب السلطان (قول فنان الملحون جمال الدين بنحدو)
وقد حضر أيقونة الناس الغيوان سي علال في غياب عمر السيد كما كان العكس في المهرجان السابق ، (لا يلتقيان!!) ، والاختلاف والتردد في تكريم الفنان السوسدي …
مما يعكس عدم الإجماع والاتفاق والرضا على مهرجان الظاهرة الغيوانية،والذي غلب عليه تكرار السرديات وتراكم الحكي والأنا الشخصانية الانفرادية،وقد قزم من غايته وخدج من تطلعاته .
نعم اعتمد على الدعم المالي من المقاطعة والجماعة والمقاولات الخاصة !
وافتقر إلى نهج الرقي الثقافي وبخل في الإبداع أو تخلى عنه :
– غابت في الأفق مدرسة تكوين المواهب الغيوانية لتوريث الأجيال الصاعدة الفن والثقافة للغيوانية .
– وانقرضت الأشعار الزجلية الشعبية المؤسسة للظاهرة الغيوانية
– وعقمت المسرحيات الغنائية الزجلية كالطيب (العلج اوالصديقي) والتي اعتمد بعضها على أبناء الحي للمجموعات الغنائية .
– لم تندمج أغلب المجموعات في ملحمة غنائية موحدة
هذه الانفلاتات قد تؤدي إلى سحب البساط على المقاطعة الجماعية المنتخبة بتنظميه وتأسيس له دار ومتحف ، وزعموا التطلع على العالمية وتثبيته كإرث انساني لا مادي في اليونسكو ، وعودة اختلاسه وتبنيه من جهات أخرى في مدن أخرى كما وقع سابقا من مدينة مراكش ..
فعلا في هذا المهرجان كانت فواصل سهراته بتبجيل بعض الفاعلين ، وكان كذلك تكريم البعض الآخر بالتهميش والإهمال والإقصاء
نعم لا نغفل بساطة المريدين والمحبين للظاهرة الغيوانية ، والذين استمتعوا بهذه السهرات وزينوا أركانه ، والمجموعات الفاعلة والنشيطة ، والنوايا الطيبة والصادقة لبعض الشرفاء العاملين تطوعا بنجاح واستمرار فن الظاهرة الغيوانية . وهذا يؤكد ما صرح به رئيس مقاطعة الحي المحمدي: هذا ما أعطى الله !! لكن الحقيقة هذا ما أعطت اللجنة المنظمة للمهرجان
▪︎بقلم المهبول بودربالة