مجتمع

انطلاق الموسم التنشيطي التربوي 2025.. تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف داخل المؤسسات التربوية

▪︎حكيم السعودي

شهد مركز “في خدمة الشباب” بمدينة سيدي بنور يوم الثلاثاء 21 يناير 2025 حدثاً تربوياً بارزاً تمثل في انطلاق الموسم التنشيطي التربوي 2025 تحت شعار “لا للعنف والتنمر داخل المؤسسات التربوية”. الحدث جاء بمبادرة من المديرية الإقليمية لقطاع الشباب بسيدي بنور بقيادة الحاج صالح البرهمي وبمشاركة واسعة من مختلف الفاعلين في الحقل التربوي والثقافي في خطوة تسعى لتسليط الضوء على قضية شديدة الأهمية وهي ظاهرة العنف والتنمر داخل المؤسسات التربوية، و تميز الاحتفال بجو تفاعلي حيث اجتمعت الجمعيات والأندية النشيطة التي تعمل تحت إشراف مدير المركز السيد المصطفى كريمو لتقديم برامج تربوية وفنية متنوعة حملت في طياتها رسائل تربوية هادفة. لم يكن هذا الحدث مجرد لقاء رسمي بل مناسبة للتأكيد على أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات المحلية والجمعيات من أجل التصدي لظاهرة العنف والتنمر التي باتت تهدد النسيج التربوي والاجتماعي.

حضر الحفل عدد من المسؤولين المحليين من بينهم المسؤولة الإقليمية للشباب السيدة فاتحة حادو ومديرو دور الشباب بالإقليم وممثلون عن المجلسين الإقليمي والجماعي لسيدي بنور ما يعكس التزام الجهات الرسمية بتوفير بيئة داعمة لتعزيز البرامج التنشيطية. هذا الحضور أعطى دفعة رمزية قوية لشعار الموسم التنشيطي مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود بين الفاعلين الرسميين والمدنيين لمواجهة التحديات التربوية والاجتماعية.

تميزت فقرات الحفل بتنوعها وثرائها الثقافي حيث قدمت مجموعة الوصال للمديح والسماع برئاسة المنشد عبد الهادي وحيد أداءً متميزاً أعاد إحياء التراث الروحي المغربي. من جانبها أضفت الطائفة “أولاد نيني العيساوية” برئاسة نيني لمسة من الفن الشعبي التراثي الذي استحوذ على إعجاب الحضور. ولم تقتصر الأنشطة على الفنون التراثية فقط، بل شملت عروضاً تربوية حيث قدم أطفال الجمعيات المشاركة في العرض الوطني لتنشيط مؤسسات الشباب عرضاً حول موضوع التنمر، ليُبرزوا بأسلوب مؤثر خطورة هذه الظاهرة وسبل مكافحتها. إضافة إلى ذلك، ألقى السيد نور اليقين بنتومي قصيدة زجلية معبرة حاكت بأسلوب إبداعي قضايا التنمر وأثرت في نفوس الحاضرين. و من جانب آخر جاءت التفاتة الفنان الكاريكاتوري العوني الشعوبي الذي قدم تذكاراً للمدير الإقليمي الحاج صالح البرهمي كعلامة تقدير وعرفان على جهوده المتواصلة للنهوض بقطاع الشباب وتعزيز البرامج التربوية. هذه اللحظة، وإن بدت بسيطة، حملت أبعاداً رمزية تعبر عن امتنان المجتمع المدني للأدوار التي تلعبها الإدارة في تطوير القطاع.

اختتم الحفل بتنظيم حفل شاي جمع الحاضرين في أجواء يسودها الود والروح التربوية، ما أتاح فرصة للتواصل وتبادل الآراء بين الفاعلين الحاضرين. المناسبة لم تكن فقط انطلاقة رسمية للموسم التنشيطي، بل منصة لفتح نقاش حول تحديات التربية وظاهرة التنمر داخل المؤسسات التربوية، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي لإيجاد حلول فعالة.إن هذا الحدث يبرز حرص المديرية الإقليمية للشباب بسيدي بنور على تحويل مراكز الشباب إلى فضاءات للإبداع والتأطير التربوي، مع تكريس قيم التسامح ونبذ العنف. ويبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لهذه المبادرات أن تساهم في تغيير واقع المؤسسات التربوية وتعزيز دورها كبيئة آمنة لبناء جيل يعي أهمية الاحترام والتعايش؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى