الدار البيضاء: تكريم الكوريغراف محجوب أوزال في المهرجان الوطني للكوريغرافيين الشباب
في لحظة فنية مميزة، تم أمس السبت 30 نونبر 2024 ، بمناسبة اختتام فعاليات المهرجان الوطني للكوريغرافيين الشباب في دورته الأولى، التي أقيمت في الدار البيضاء من 28 إلى 30 نونبر الجاري، تكريم المخرج والكوريغراف الفنان محجوب أوزال. وأجمع الجميع، أن هذا التكريم هو اعتراف بمسار فنان شاب، كرس جزءا كبيرا من حياته للفن والإبداع، وبالضبط في مجال الكوريغرافيا والرقص.
محجوب أوزال: رائد في مجال الكوريغرافيا والرقص
يُعد محجوب أوزال من الأسماء البارزة في الساحة الفنية المغربية في مجال الكوريغرافيا، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير هذا الفن في المغرب. أسس “نادي الربيع للكوريغرافيين” سنة 1995 في دار الشباب المشور، ليكون مركزًا إبداعيًا للشباب الموهوبين في مجال الرقص. وكان لهذا النادي دور محوري في تعليم الشباب فنون الرقص والكوريغرافيا، وتوجيههم نحو تطوير مهاراتهم الفنية وإبداعهم الشخصي.
وتحت إشرافه، قدّم النادي العديد من الأعمال الفنية المتميزة، كما نظم مسابقات في الرقص على الصعيد الوطني، مما أسهم في نشر ثقافة الرقص بين فئات الشباب في مختلف مدن المغرب. وبفضل رؤية محجوب أوزال، أصبحت هذه الفعاليات نقطة انطلاق للكثير من الشباب الذين أصبحوا لاحقًا من الراقصين المحترفين وشاركوا في عروض دولية مرموقة داخل المغرب وخارجه.
الورشة التعبيرية: فتح آفاق جديدة للمشاركين
من أبرز محطات المهرجان الوطني للكوريغرافيين الشباب، الورشة التي أشرف عليها محجوب أوزال يوم الجمعة 29 نونبر 2024، والتي كانت تحت عنوان “الرقص التعبيري”. وهدفت إلى تمكين الشباب من التعبير عن أنفسهم من خلال الرقص كوسيلة فنية مبتكرة.
في الورشة، استخدم أوزال أسلوبًا بيداغوجيًا خاصًا يعتمد على تعليم الحركات من خلال تحويل الخطوات إلى أرقام، مما سهل على المتدربين تعلم الحركات الأساسية بشكل دقيق ومنظم. كانت البداية مع تعلم حركات الأرجل، ثم بعد ذلك أضاف أوزال حركات الأيدي، ليكتمل بعدها بناء الرقصة بكل تفاصيلها. وكلما تم إتقان الحركات الأساسية، يتم الانتقال إلى مرحلة الرقص على إيقاع الموسيقى، حيث يتم دمج الإيقاع مع الحركات ويصبح المتدربون قادرين على أداء الرقصة بثقة وحرفية أمام الجمهور.
هذه الورشة كانت فرصة هامة للمشاركين لاكتشاف أبعاد جديدة لرقصهم، وللتفاعل مع أجسادهم بأسلوب يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطريقة غير تقليدية، مما أضاف بعدًا إبداعيًا للفن الحركي في المغرب.
تكريم مستحق: لحظة اعتراف بإسهامات محجوب أوزال
حفل التكريم الذي أقيم في ختام المهرجان كان بمثابة تقدير لإنجازات محجوب أوزال في مجال الكوريغرافيا، إذ تم الاعتراف بدوره الكبير في تطوير الفنون الحركية بالمغرب، وتعليمه للأجيال الجديدة كيفية استخدام الرقص كوسيلة للتعبير. الحضور في الحفل، من فنانين وجمهور، أبدوا إعجابهم الكبير بتجربة أوزال الفنية وبإرثه الذي ساهم في بناء جيل من الراقصين المحترفين.
محجوب أوزال لم يكن فقط مبدعًا في تقديم الرقصات المميزة، بل كان أيضًا معلمًا وموجهًا حقيقيًا للكثير من الشباب الذين تعلموا منه الأسس الفنية والإبداعية التي جعلتهم يحققون نجاحات كبيرة في مجالات الرقص المحلية والدولية.
مستقبل الفنون الحركية في المغرب
إن التكريم الذي ناله محجوب أوزال في هذا المهرجان ليس مجرد احتفاء بشخصه، بل هو أيضًا تسليط الضوء على أهمية الفن الحركي في المشهد الفني المغربي، ودوره في تعزيز الإبداع والتعبير الشخصي من خلال الرقص. من خلال ورش العمل والمهرجانات مثل هذا المهرجان الوطني للكوريغرافيين الشباب، يتم فتح أبواب جديدة للمواهب الشابة، ما يسهم في تعزيز الثقافة الفنية في المغرب.
وفي تصريح له، قال الفنان محجوب أوزال بعد تكريمه، “أشعر بفخر وامتنان كبيرين لهذا التكريم الذي أعتبره ليس مجرد تقدير شخصي، بل هو تكريم لجميع من عملوا معي طوال مسيرتي في مجال الكوريغرافيا والرقص. هذا التكريم يخص أيضًا جميع الشباب الذين قمت بتأطيرهم ومرافقتهم في مسارهم الفني، وأعتبره بمثابة تقدير لجهودهم وإبداعهم”، مضيفا، ” لطالما كنت أؤمن أن الفن، خاصة الرقص، هو أداة قوية للتعبير عن الذات والهوية، منذ بداية مسيرتي، كنت أسعى لتعزيز دور الرقص كوسيلة للتواصل الحر بين الأفراد والمجتمعات. ورغم أنني شعرت دائمًا بمسؤولية كبيرة في تدريب وتعليم الأجيال الجديدة، إلا أنني أعتقد أن الفرح الأكبر هو رؤية هؤلاء الشباب يتألقون ويحققون النجاح في مشهدنا الفني المحلي والدولي”.
وأكد بالمناسبة، أن هذا التكريم سيبعث فيه طاقة جديدة للاستمرار في تقديم المزيد من الأعمال وتطوير المهارات الفنية في المغرب، آملا فتح أفق أوسع أمام الشباب ليجدوا في الرقص وسيلة لتحرير أفكارهم ومشاعرهم، ولإظهار مواهبهم بطريقة إبداعية وحرة. ولم يفته أن يوجه تحية شكر لكل من ساهم في تنظيم هذا المهرجان الرائع، وبالخصوص إلى جميع الفنانين والجمهور الذين حضروا هذا الحفل، وكذلك إلى كل من عملوا معه من قبل، مؤكدا أن الفن الحركي في المغرب سيظل في تقدم مستمر، وأنه سيواصل العمل على تقديم المزيد من الفعاليات التي تعزز هذا المجال في المستقبل.