عين حرودة: في حفل تأبين الفقيد الحسين إفقيرن..مارس السياسة بنبل وظل وفيا لمبادئه وقناعاته ..

أجمع المشاركون ضمنهم سياسيون ونقابيون وجمعويون وإعلاميون وأصدقاء، يوم السبت الماضي، في حفل تأبيني بالمركز الثقافي ببلدية عين حرودة التابعة لعمالة المحمدية، على أن الفقيد المناضل الحسين إفقيرن، كان أول الاتحاديين وأول المعارضين بالمنطقة، وأن الفضل يعود إليه، في زرع بذرة الإتحاد الاشتراكي الأولى ورعايتها حتى تجدرت في منطقة عين حرودة، وأن إسمه سيظل منقوشا في صفحات التاريخ النضالي السياسي والنقابي والجمعوي والجماعي بالمنطقة، لكونه ناضل في كل هذه الواجهات، ومارس السياسية بنبل وظل وفيا مخلصا لمبادئه وقناعاته قبل أن ينسل الموت في غفلة من الجميع، ليخطفه ويحمله إلى دار البقاء.
وفي هذا الإطار، قال السيد حميد بقنو، في كلمة باسم أصدقاء الفقيد، إن حفل التأبين هو لحظة الوفاء لواحد من المناضلين الأبرار المعروفين بنضالاتهم على مختلف الواجهات، وأيضا هو لحظة تكريم لروح رجل مناضل مارس السياسة بصدق ونبل، وتبنى مطالب البسطاء وترافع من أجل قضاياهم بقوة.
وأضاف السيد حميد، الذي كان قريبا من الفقيد لعقود، في نفس التنظيم السياسي، أنه من الصعب جدآ عليه أن يختزل مسار نضال الفقيد، الغني بالأحداث والشخوص والأمكنة والموافق الصعبة في فترات صعبة وفي منطقة صعبة، في بضع كلمات، مؤكدا أن الخط النضالي للفقيد، طويل ويمتد لعقود منذ أن قدم الفقيد من كندافة إحدى بلدات الجنوب إلى منطقة عين حرودة، باحثا عن الأرض التي تتسع لأفكاره ولقناعاته ولمبادئه.
وأوضح السيد حميد، أنه منذ البدايات الأولى، لاستقرار الفقيد بعين حرودة، جعل من محله لبيع الخضر والفواكه، فضاء مفتوحا لشباب عين حرودة ومنطقة زناتة عموما، للنقاش وتبادل وجهات النظر في كل مايتعلق بالأحداث المحلية والوطنية وحتى الدولية.
وهكذا، يضيف المتحدث، بدأ الشباب يعي بشكل تدريجي كل مايقع من أحداث، وأصبح بالتالي منخرطا بدوره في مسار التغيير الذي كان يشغل بال الفقيد، وهذا ما يفسر، يؤكد المتحدث، كون الفقيد كان صديقا مقربا من مختلف أبناء المنطقة، ضمنهم المهندسون والأطباء والمحامون والأساتذة الجامعيين وغيرهم والطلبة والتلاميذ، والذين كانوا يعتبرون الفقيد بمثابة ” معلمهم” الأول .
وأكد السيد حميد، أن الفقيد هو من تحمل أغلب النفقات المالية وهو من غطى كل عجز خاصة ما تعلق بواجب كراء الفرع الحزبي الوحيد بالمنطقة الذي أسهم بشكل كبير في التأطيرالسياسي لأجيال من المناضلين.
وعن خصال وصفات ومناقب الفقيد، قال السيد حميد، كان يمثل تجربة مشبعة بتواضع جميل ودرس بليغ في كل الواجهات التي تواجد فيها، داعيا من لايزال يمارس السياسة، أن يستحضر هذه التجربة ويطيل التأمل فيها، لكون الفقيد، كان في كل نضالات ومواجهاته مع الخصوم، وكل مرافعاته وكل تدخلاته مشبعا بغيرة صادقة، ووطنية لا يشوبها تصنع ومبادئ وقناعات لا يتزحزح عنها.
ومن جهته، قال السيد محمد شانع، الكاتب المحلي للفرع المحلي لنقابــة التجار والمهنيين لعين حرودة، إن الفقيد كان قيد حياته معروفا بطيبوبته وإنسانية وببشاشة الوجه و بنضاله، مضيفا في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنه كان أخا وصديقـا وأبا للجميع، لا يبخل بمساعــدة كل من هو في أمس الحاجة إلى المساعدة. واعتبر أن الحفــل التأبيني هو اعترافـ بالخدمات الجليلة التي أسداها قيد حياته على مدى خمسين سنة للمنطقة وساكنتها.
-
أما السيد عبدالرزاق إكرام، رئيس جمعية “ارتقاء للوعي واليقظة المجتمعية”، التي نظمت هذا الحفل التأبيني، فأبرز في كلمته، أن الفقيد ترك أثرًا عميقًا في قلوب وذاكرة الجميع، معتبرا أن الحاضرين في حفل تأبينه، يعكس مدى الاحترام والتقدير اللذين كان يحظى بهما الفقيد في حياته وأيضا بعد مماته، ويدل على نضالاته في واجهات متعددة. ووصف الفقيد بكونه كان نموذجًا حقيقيًا للعطاء والإحسان، داعيا الجميع إلى مواصلة السير على خطى الفقيد.
وباسم أسرة الفقيد، قال ابنه توفيق، إن والده الراحل كرس حياته للعمل الحزبي، والنقابي والجمعوي والجماعي، فكان ناكرا لذاته في سبيل أن يعيش أبناء هذا الوطن عيشة كريمة، متوفرين على كافة سبل الحياة من خدمات أساسية وغيرها,
وأضاف، أن والده كان على الصعيد الحزبي وعلى مدار خمسين سنة، ظل وفيا لمبادئ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منخرط بقوة في خدمة ساكنة المنطقة والمساهمة في تاطيرها، وعلى المستوى النقابي، ظل حريصا على الدفاع عن حقوق التجار وعلى تطوير نشاطهم التجاري ومستوى عيشهم، كما كان رحمه الله مناصرا لكل قضايا التحرر في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
هذا، وكان الحفل التأبيني، الذي سيره الفاعل الجمعوي سليم معتصم، باقتداركبير وساهم بشكل كبيرفي إنجاحه، قد عرف حضورا متميزا، تمثل في عشرات من الفعاليات السياسية والجمعوية والنقابية من عين حرودة، البرنوصي، المحمدية، وباقي الجماعات التابعة لعمالة المحمدية، إضافة إلى أصدقاء الفقيد ومعارفه وعائلته الصغيرة.