ترأس نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أمس الأربعاء28فبراير2024، أشغال مجلس إدارة وكالة الحوض لأبي رقراق والشاوية ، وذلك بحضور عامل إقليم النواصر عبد الله شاطر ،و رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات محمد معزوز، ورئيس مجلس الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية سعيد التدلاوي، و النواب البرلمانيون وكذا ممثلي الهيآت المنتخبة.
وخصص هذا الاجتماع لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2024، فضلا عن الوقوف على مدى تقدم انجاز ميزانية سنة 2023 بالإضافة الى تقديم نتائج المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة لموارد المياه بحوض ابي رقراق و الشاوية في أفق 2050
وفي مستهل كلمته التي ألقاها في افتتاح هذا اللقاء، أشار وزير التجهيز والماء إلى أن انعقاد المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لأبي رقراق و الشاوية، يأتي في سياق خاص يتسم بظرفية مناخية استثنائية تطبعها قلة التساقطات المطرية، وما لها من انعكاسات على التزويد بالماء الصالح للشرب بهذا الحوض. في هذا الشأن، أفاد نزار بركة أن مجهودات الحكومة متواصلة بجميع الجهات وعلى كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، وبالجدية اللازمة مستحضرة التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في هذا الشأن. كما تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل جهات المملكة وعلى الخصوص جهة الدار البيضاء سطات، باعتبارها قطبا اقتصاديا رئيسيا بالمملكة وأكبر جهة من حيث عدد السكان، مما يستدعي برامج خاصة بالنظر للضغط المتزايد على الموارد المائية وتطورها المستقبلي.
وفي ذات السياق، وبعد أن استعرض الوزير منجزات المملكة الهامة في مجال الماء، أشار إلى أن حوض أبي رقراق والشاوية شَهِدَ خلال السنة المنصرمة:
•إنجاز الشطر الاستعجالي لربط حوضي سبو وأبي رقراق لتحويل حجم مياه من 300 إلى 400 مليون م3 سنويا، من سد المنع بحوض سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله بحوض أبي رقراق . وقد تم منذ الشروع في استغلال هذا المشروع شهر غشت 2023 وإلى حدود 28 فبراير الجاري، تحويل 618 مليون متر مكعب من سد المنع سبو إلى سد سيدي محمد بن عبدالله، وهو ما مكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب للمنطقة الساحلية بين الرباط والدار البيضاء، وتفادي انقطاعات في التزويد ابتداء من 18 دجنبر 2023 بهذه المنطقة ؛
• إنجاز مشروع الربط بين الشبكتين المائيتين لشمال وجنوب الدار البيضاء لتقوية التزويد بالماء الشروب انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله؛
•الانتهاء من إنجاز أشغال سد صغير” ظهر العصمة ” بإقليم بن سليمان بسعة تخزين 2,5 مليون م3؛
•إنجاز مجموعة من الأثقاب المائية الاستكشافية والاستغلالية لدعم التزود بالماء الشروب بمناطق الخصاص؛
•تكثيف التواصل والتحسيس بالوضعية المائية الحرجة لحث الجميع لتغيير السلوك تجاه الماء واعتماد ممارسات مقتصدة في الاستهلاك. حيث قامت الوكالة بحملات لتحسيس المؤسسات العمومية والخاصة وكذا داخل الحمامات التقليدية والعصرية مع المساهمة في الأنشطة التحسيسية مع مختلف فعاليات المجتمع المدني؛
• إطلاق منصة رقمية لتدبير طلبات رخص استغلال الملك العمومي في غشت 2023، من طرف وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية. ومكن هذا الإجراء من تسريع عملية معالجة الملفات. وتعمل الوزارة حاليا على تعميم استعمال هذه المنصة على المستوى الوطني.
وعلى صعيد آخر، أوضح الوزير أن حوض أبي رقراق والشاوية شهِد، على غرار باقي أحواض المملكة، خمس سنوات متتالية من الجفاف، وأفاد أن السنة الهيدرولوجية 2022-2023 اتسمت كذلك بعجز في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي العادي، حيث بلغ هذا العجز 45% على مستوى الحوض مقارنة مع المعدل السنوي العادي، مما أثر سلبا على الواردات المائية بالسدود حيث بلغ العجز المسجل %72. وأضاف السيد بركة: “توالي سنوات الجفاف كان له انعكاس سلبي على مستوى منسوب مياه جميع الفرشاة المائية بالحوض، حيث سجلت فرشة برشيد أعلى انخفاض يقدر بحوالي 4 أمتار”.
وفي نفس السياق، أوضح الوزير أن الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى 26 فبراير2024 اتسمت بعجز في التساقطات المطرية، قدر ب %60 مقارنة مع المعدل من نفس الفترة، مما أثر سلبا على نسبة ملء حقينات السدود بهذا الحوض، والتي بلغت يوم 26 فبراير الجاري %23,4 مقابل %27,5 في نفس اليوم من السنة الماضية.
وفي هذا الصدد، صرح نزار بركة أن إجراءات عدة تم اتخاذها، خاصة تلك المتعلقة بتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب والصناعي في ظروف عادية للمدن والقرى. حيث تم إنجاز أثقاب استكشافية واستغلالية، كما تمت الاستعانة بالشاحنات الصهريجية لدعم التزويد بالماء الشروب بالمناطق القروية ذات الخصاص. إلى جانب هذا، تم تفعيل دوريات وقرارات السادة الولاة والعمال لتتبع حالة الموارد المائية بالحوض والحث على الاقتصاد في استهلاك الماء. وفي هذا الصدد، تم توقيع اتفاقية شراكة بكلفة 2,88 مليار درهم لتمويل وإنجاز واستغلال مشاريع استعجالية لتعزير التزويد بالماء الصالح للشرب بجهة الدار البيضاء -سطات.
ومن أجل تدبير أنجع لهذه الحالة الاستثنائية، أبرز وزير التجهيز والماء أن الحكومة منكبة على مواصلة تنزيل مشاريع مهيكلة بحوض أبي رقراق والشاوية، شملت على الخصوص الاستعداد للشروع خلال الأيام القادمة في أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر لمدينة الدار البيضاء، بقدرة انتاجية تصل 200 مليون م3 في السنة على أن يتم إنجاز الشطر الثاني لتصل قدرتها الاجمالية 300 مليون م 3في السنة، و إطلاق طلبات العروض، خلال سنة 2023، لإنجاز سد بوخميس بإقليم الخميسات بسعة تخزين 650 مليون م3، بالإضافة إلى برمجة إطلاق طلبات العروض لإنجاز سد عين قصب بإقليم بن سليمان. علاوة على هذا تتم مواصلة استكشاف الطبقات المائية الجوفية وتعبئة موارد مائية إضافية، وبرمجة 3 سدود صغرى بهذا الحوض. كما تتم دراسة إنجاز الشطر الثاني من مشروع الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع من أجل أجل دعم الموارد المائية لسد المسيرة بغية دعم الماء الصالح للشرب وسقي دوائر دكالة وبني عمير وبني موسى. ويتواصل الانخراط في برنامج إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء على مستوى الحوض، وكذا تفعيل البرنامج التحسيسي للاقتصاد في استهلاك الماء.
كما أشار نزار بركة أن وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية قامت بإعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى الحوض بتشاور تام مع مختلف المتدخلين والفاعلين المؤسساتيين، وأخذا بعين الاعتبار ملاحظات وتوصيات أعضاء مجلس الحوض المائي لأبي رقراق و الشاوية المنعقد شهر يناير المنصرم.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع المجلس الاداري، تمت المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض أبي رقراق و الشاوية. كما تمت المصادقة على 11 اتفاقيات شراكة يهم أغلبها مجالات الحماية من الفيضانات وإعادة استعمال المياه العادمة والبحث والتكوين.