مدرعات تحاكي الأساطير اليونانية لوقف احتجاجات فرنسا

0

نشرت قوات الدرك الفرنسية عرباتها المدرعة “سينتور”، المخصصة لعمليات استعادة النظام في البيئات المتدهورة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الآليات المتطورة، في محاولة لاحتواء أعمال العنف والاحتجاجات في شوارع مجموعة من المدن الفرنسية.

وأعلنت وزارة الداخلية اختيارها شركة “سوفرام” الصناعية لتجديد أسطولها في 28 أكتوبر 2021 وإنتاج 90 نسخة لسيارة دفع رباعي مدرعة تزن 14.5 طنا، ويبلغ طولها 5.2 أمتار وعرضها 2.45 أمتار، وبارتفاع يصل إلى مترين ونصف.

وقالت الوزارة في بيانها، إن اسم المدرعة مستوحى من الأساطير اليونانية، وهو مخلوق نصف رجل ونصف حصان ويرمز لتحالف الجسد والعقل والقوة والحكمة.

وعلى عكس الطراز السابق “في بي آر جي” الموجود في الخدمة منذ عام 1974، تتمتع “سيتنور” بقدرات دفع وتنظيف عالية بفضل شفرات مثبتة في الأمام على أسطوانات تعمل بالهواء المضغوط.

كما تحتوي على معدات بصرية متطورة وكاميرات قادرة على التعرف على الأشخاص على بعد أكثر من 10 كيلومترات في وضح النهار وعدة كيلومترات في الليل. وفي الجهة الخلفية من المدرعة، يوجد برج مكون من 4 ميكروفونات مخصصة للكشف الصوتي عن الطلقات.

ومن أهم ما تتوفر عليه المدرعة الجديدة قاذفة قنابل غاز مسيل للدموع قادرة على إطلاق 30 قنبلة مرتين، بينما اقتصرت النسخة السابقة على قنبلة واحدة فقط.

وتشير الوزارة في بيانها إلى أن هذه المدرعة تستخدم لمجموعة متنوعة من المواقف، بما في ذلك “الإرهاب” وحرب العصابات الحضرية.

ومن الواضح أن الحكومة الفرنسية اعتبرت أن الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد، هي الوقت المناسب لتدشين آخر إصداراتها للتدخل باستخدام القوة وردع أعمال العنف، وذلك وسط أنباء عن إرهاق عناصر الشرطة وتساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار في امتصاص الصدمة.

وعلى ضوء الأحداث الأخيرة المتسارعة، أعلن جيرالد دارمانان، وزير الداخلية حشد 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك لمحاولة وقف الاحتجاجات وتعزيز الأمن. وقال إن وحدات خاصة سيتم تعبئتها، بما في ذلك الشرطة الوطنية “ريد”، ومجموعة التدخل التابعة لقوات الدرك الوطنية، ولواء البحث والردع.

من جانبه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلية أزمة ثانية الجمعة الماضي في باريس، واصفا أعمال العنف بـ”غير المبررة”.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات نهب بدأت في مدينة ستراسبورغ في ساعات مبكرة من الجمعة الماضي؛ إذ سُرق عدد من المتاجر الكبيرة، بما في ذلك متجر “آبل” الواقع بساحة “كليبير”. كما شهدت كبرى المدن حرائق كبيرة في المباني والمؤسسات الحكومية وعمليات تخريب واسعة النطاق.

وأعلنت الشرطة الفرنسية، عبر حسابها الرسمي بـ”تويتر”، أنها اعتقلت 9 أشخاص في منطقة “نانتير” بحوزتهم زجاجات مولوتوف، في حين فرضت في ضواحي قريبة منها حظر التجول من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا وإلى أجل غير مسمى.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.