ان العلاقة القوية الوطيدة بين الاسرة والمدرسة تؤدي الى تذليل صعوبات تعلمهم فخبراء التربية وعلماء النفس يؤكدون على اهمية التواصل الوجداني والاجتماعي بين الآباء وأبنائهم والذي يكسر حاجز الخوف والرهبة لدى الأبناء ويمنحهم التقة بالنفس.
وللحوار الاسري اثر في تنمية شخصية الابناء وتبصيرهم بما حولهم ويقوي التقة بأنفسهم حيث يعتبر من انجح الاساليب في التنشئة الاجتماعية وتقريب النفوس وترويضها وكبح جماحها.
كثير من الاباء والامهات يدركون اهمية ترسيخ العلاقة بينهم وبين ابنائهم منذ مرحلة طفولتهم التي تعتبر اكثر خطورة من أية مرحلة اخرى.الا ان بعض الاباء لا يعطون المساحة الكافية للاهتمام بأبنائهم وتربيتهم اعتقادا منهم ان توفير الطعام والملبس وادوات الترفيه هي التربية بعينها،ويهملون التربية وغرس القيم النبيلة .
ويعد لجوء بعض الاباء الى العقاب البدني او اللفظي كاداة تربوية لتقويم الطفل واعادة تشكيله دونما معرفة اهمية وكيفية استخدامه ،يؤثر بشكل كبير في نفسية الطفل. وينمي لديه عقدا نفسية من الصعوبة بمكان التخلص منها.
ان التفوق الدراسي والتميز لدى التلاميذ لاياتي من دون جهد تبذله الاسرة في تربية الاطفال التربية الصالحة.
ان للحوار الاسري عوض اللجوء الى العقاب ،له اثار ايجابيةفي تشكيل الهوية للابناء .فالحوار الاسري يحقق الاشباع النفسي والوجداني .اما العقاب الجسدي واللفظي والنفسي فله انعكاسات سلبية على تنشئة الطفل.
ان الحوار الاسري ينبغي ان يتسم بالهدوء والعقلانية وان يتجنب الاباء الجدل ويستبدلونه بالحوار البناء الهادف واتاحة الفرصة لجميع افراد الاسرة للحوار والنقاش.
ان غياب الحوار والتواصل الاسري مع المدرسة يشكل العامل الرئيس في تزايد مشكلة التعثر الدراسي اضافة الى عوامل اخرى مثل التفكك الاسري ورفقة السوء وتردي المستوى الثقافي والاقتصادي لبعض الاسر.
ان المدرسة لاتستطيع ممارسة دورها التربوي وتحقيق أهدافها التعليمية من دون مشاركة الأسرة؛اذ يقع عليها عبىء متابعة الاداء المدرسي للأبناء ومستوى تحصيلهم والمساعدة على حل المشكلات التي قد تواجه بعضهم.
ان المدرسة تظل عاجزة عن تطوير عملها وبلوغ اهدافها دونما تعاون مشترك مع اولياء الامور .فالتعليم قضية مجتمعية ينبغي ان يشارك فيها المجتمع وفئاته ومؤسساته المختلفة.واعداد الابناء وتعليمهم استثمار غاية في الاهمية .فالانسان هو محور العملية التنموية واساسها .والشراكة العملية الملموسة مطلوبة من دون شك.
وهناك عديد من الاسر لاتتواصل مع المدرسة ولا تعطي المساحة الكافية من الوقت لمتابعة التحصيل الدراسي لابنائهم وبناتهم ولا تهتم بالتواصل مع المدرسة الافي حالات ناذرة.
ان المدرسة ليست باي حال من الاحوال نسقا تربويا تعليميا معزولا عن الاسرة .فعلاقتهما تحكمها جدلية التأثير والتأثر بشكل طبيعي.فالاتفصال بين الاسرة والمدرسة وغياب صور التواصل والتعاون يينهما في اداء وظائفهما المشتركة من الاسباب الجوهرية المسؤولة عن ضعف التحصيل العلمي للتلميذ..
ولدعم قنوات التواصل الدائم بين المدرسة واولياء الامور تلجا بعض المؤسسات التعليمية الى دعم التواصل الالكتروني من خلال الهاتف والانترنت كوسائل سريعة بارسال رسائل قصيرة معبرة عن مستوى التلميذ وما يستجد من امور طارئة او لتبادل الراي مع الاسرة بشان الحياة المدرسية والانشطة او سلوكية للتلميذ كالغياب او العنف …او عدم انجاز التمارين..
ان النظام الالكتروني يمثل عملية حيوية وضرورية تمكن اولياء الامور من تتبع الحالة الدراسية بالمدرسة والاطلاع على مستويات ابنائهم لكن ذلك يجب الا يغني عن الزيارة الشخصية المباشرة للوقوف على المستوى العام لابنائهم.
لقد بات من اللازم تفعيل مشاركة مجالس اولياء الامور وبناء جسور تواصل حقيقي بين المدرسة والاسرة يشكل دائم وفق آليات مبرمجة ومحددة تضمن تفعيل دور الاسرة فيب مساعدة المدرسة وتؤمن اولياء الامور معرفة كل ما يخص عن مستوى تحصيل ابنائهم وأي مظاهر اخرى قد تبرز في سلوكهم.
* خليل البخاري.باحث تربوي