أخنوش “طفا لامبا” والبيجيدي ما بين نهاية حزب ونهاية جيل…

محمد الشمسي

0

لم يكن ألذ أعداء حزب العدالة والتنمية يتوقع هذا الانكماش الرهيب لحزب حصد فقط 12 مقعدا تشريعيا، وهو الذي كان لا يجد صعوبة في تجاوز حاجز ال100صوت خلال فترتين انتخابيتين متتاليتين.
ماذا وقع؟ وكيف وقع؟ ومنذ متى؟ ومن؟ واين؟ وهل؟…تلكم علامات استفهام كبيرة وكثيرة تكتسح مخيلة كل انصار الحزب من الجنسين…
بالمقابل تصدر حزب التجمع الوطني للاحرار القائمة البرلمانية، وهي نتيجة توقعها له غريمه بنكيران في خرجته” الانتحارية” التي قال فيها كلمته ثم حطم نفسه “وحزبه” الى شظايا كما تكلم زرادشت بلسان نتشه….
ولولا مانع بدعة القاسم الانتخابي لنقبت حمامة اخنوش كل الحَبّ، ثم لولا ” الحاج القاسم” كذلك لكان حزب البيجيدي يتقاسم مع العشرين “حزيبا” المتبقية “ماشاط” من المقاعد.
ورغم ان الوصول الى الحكومة يكاد يشكل مقصلة للاحزاب، بالنظر الى منسوب ثقافة ووعي المواطن وطبيعة انتظاراته الكثيرة والمركبة والمتراكمة فإن البيجيدي دفع فاتورة باهظة جراء تدبيره الحكومي لعشر سنوات متتالية، يراها الناخب “عشر عجاف”، مادامت لم تحقق للقاعدة الشعبية اي مكسب مادي على ارض الواقع، حيث ظل العاطلون عاطلون وبقيت الاسعار ملتهبة وتزداد، وماتزال خدمات الصحة والتعليم والسكن متدنية، ولا زال توفير القوت اليومي لفئات عريضة مستعصيا يمس كرامتهم…
ولكن البيجيديون لم يعجزوا في “الضرب بعصى موسى ولا تحريك خاتم سليمان” لمواجهة هموم المواطن البسيط، بل أخذتهم العزة وكثير من الغرور وانقلبوا على الميثاق والاخلاق التي بوأتهم الصدارة في عقد كامل من الزمن، فقد استعدى البيجيديون كل اطياف الشعب بخرجات خشنة، وتصريحات مستفزة و سلوكات أدخلها البعض في خانة” العيب والعار”…وزراء يتورطون في علاقات جنسية و رقص ثم خلع للحجاب في باريس، ومشاركة وزير في مسيرة احتجاجية ضد حملة مقاطعة الحليب، وتحدي عمدة فاس للمغاربة بلسان سليط، واتخاذ خطوات يراها اهل الحزب”اصلاحا” ويراها الشعب” خرابا” مثل رفع سن التقاعد، والتهديد برفع دعم المواد الاساسية، ومباغتة الاساتذة بعقود مؤقتة، ورفع يد الحكومة عن التوظيف المباشر، وإقرار ساعة اضافية بدون دراسة علمية، واعلان الحروب على “أعداء وهميين” ومعاداة الاعلاميين والفنانين كما روى بنكيران في صحيحه الاخير على صفحته الفيسبوكية، و…و…، كل هذا جعل بعض النقط المضيئة التي أقدمت عليها الحكومة تبدو مثل سطل من الماء العذب يسكب في بحر مالح، فلا يغير من الطعم شيئا…
بالمقابل استفاد اخنوش من عناد البيجيديين وفي مقدمتهم بنكيران الذي بلع الطعم لقلة خبرته وفضل الخروج من رئاسة الحكومة على الاستجابة لشروط اخنوش من اجل إنشاء الحكومة، وبخروج بنكيران فقد الحزب بوصلته وبقي اهله مثل فلاليس بلا الدجاجة الام ، وحين انيطت المهمة بالعثماني توضأ الفاهمون لاقامة صلاة الجنازة على حزب فعل به العثماني ما لم يفعله به الاعداء والخصوم، بالمقابل كان اخنوش يقوي وجوده وتواجده مستغلا ثروته الطائلة التي وضع قدرا كبيرا منها في خدمة وطنه في زمن تفشي كورونا، ثم نزل الى الميدان بتواضع للانصات للناس، وقام بجولات شملت كل المدن والقرى، حتى باتت الحمامة في عقل ومفكرة ومخيلة الناس، فالناخب المغربي يريد من يسمعه وليس بالضرورة ان يحقق له مطلبه..
ولأنه في يوم الحصاد يحصد كل ذي زرع ما زرع، حلقت الحمامة في اعلى الشجرة وانطفأ نور المصباح ونزل للقاع..
ويحاول البيجيديون التنفيس والتخفيف عن مصيبة” ليلة الاربعاء الاسود” بالقول باستعمال المال و نظرية الاستهداف، لكنها آخر صيحة قبل السبات الكبير، فلن تمر رياح 8 شتنبر بردا وسلاما على الحزب، فإما سيعرف انشقاقا سيزيده هبوطا نحول اسفل السافلين او يستقيل الجيل الذي” طردته الصناديق” ويستبدل بجيل لا سوابق له.
وعموما يبقى الناخب المغربي مع انعدام عدته وعتاده السياسيين يصوت على الاشخاص ويتعلق بهم بحسب الجاه والنفوذ او القدرة على التأثير و الاقناع باستدعاء الدين ، ويبقى البرنامج الحزبي مجرد إشاعة، وتبقى الاحزاب المغربية بعيدة عن الديمقراطية وعن المساواة بين الجنسين داخليا…
والى انتخابات 2026 بحول الله وكل انتخابات وانتم تنتظرون ..

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.