فرنسا تضع اليد على القلب خوفا من موجة مقاطعة عالمية لسلعها

0

قالت وكالة رويترز إن مصالح فرنسا “على المحك” بعد تصاعد الدعوات في العالم الإسلامي لمقاطعة منتجاتها، في إطار الاحتجاجات على عرض رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد في فرنسا.
واستعرضت رويترز بعض الشركات والقطاعات الفرنسية التي تتعامل مع الدول ذات الأغلبية المسلمة.
الحبوب
تعد فرنسا من كبار مصدري المنتجات الزراعية على مستوى العالم. وتقول الرابطة الوطنية للصناعات الغذائية، وهي جماعة ضغط فرنسية في القطاع، إن ثلاثة بالمئة من تلك الصادرات تذهب للشرق الأوسط. وتشكل الحبوب جزءا كبيرا من تلك الصادرات.
والجزائر عاشر أكبر سوق لصادرات المنتجات الزراعية الفرنسية، وفقا لبيانات وزارة الزراعة في باريس، إذ بلغت قيمة الصادرات حوالي 1.4 مليار يورو عام 2019.
وجاء المغرب، وهو من الدول الإسلامية التي استنكرت نشر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد، في المرتبة 17 في استيراد المنتجات الزراعية الفرنسية العام الماضي بصادرات بلغت قيمتها 700 مليون يورو.
وقالت الرابطة الوطنية للصناعات الغذائية إن إدارة التجارة بوزارة الخارجية شكلت مركز أزمة وتتواصل مع ممثلين لقطاع الزراعة.
المتاجر الكبيرة
ومن أهداف دعوات المقاطعة في السعودية، سلسلة متاجر كارفور. وانتشرت حملة لحث المستهلكين على عدم ارتياد تلك المتاجر انتشارا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة خلال مطلع الأسبوع.
ولكارفور فروع كثيرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا من خلال شراكات. ويملك أحد الشركاء الحقوق الحصرية لكارفور في دول مثل باكستان ولبنان والبحرين. بينما يملك شريك آخر حقوق كارفور في المغرب.
الطاقة
توجد شركة توتال الفرنسية العملاقة للطاقة في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وفي باكستان وبنغلادش وتركيا، وهي الدول التي شهدت ردود فعل قوية مناهضة لفرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتيرية، تركز الشركة بشكل أساسي على بيع منتجاتها البتروكيماوية والبترولية.
وفي السعودية، وكذلك في العديد من دول الخليج الأخرى، تملك توتال استثمارات في التنقيب والإنتاج، وفي بعض الحالات التكرير.
الأزياء والسلع الفاخرة
زارت رويترز متجرا في مدينة الكويت لتجد مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة التي تنتجها شركة لوريال قد أزيلت من الرفوف. وكان المتجر واحدا من حوالي 70 منفذا مرتبطة بجمعية تعاونية قررت وقف بيع المنتجات الفرنسية.
لكن تأثر لوريال وشركات أخرى في قطاع الأزياء الفرنسي بحملات المقاطعة في المنطقة محدود. فالشرق الأوسط وأفريقيا لا يمثلان سوى نذر يسير من أرباح لوريال، إذ تزيد قليلاً عن اثنين في المئة.
وبالنسبة إلى العلامات التجارية الكبيرة في مجال الأزياء الفرنسية، يمثل الشرق الأوسط جزءا صغيرا من المبيعات مقارنة بالولايات المتحدة أو آسيا أو أوربا.
ولعلامات تجارية شهيرة مثل لوي فيتون المملوكة لشركة (إل.في.إم.إتش) وشانيل ذات الملكية الخاصة متاجر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها السعودية ودبي.
لكن العملاء الأثرياء في الشرق الأوسط يميلون إلى شراء السلع الفاخرة أثناء السفر. ولا تكشف شركة (إل.في.إم.إتش) التي تملك أيضا دار كريستيان ديور، عن مدى إسهام الشرق الأوسط في إيراداتها.
الدفاع والفضاء
تعد فرنسا أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم. وتبيع شركة تاليس الأسلحة وتكنولوجيا الطيران وأنظمة النقل العام لعدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
ومن بين العملاء السعودية والإمارات وتركيا وقطر، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت.
أما مصر وقطر فمن الدول التي طلبت طائرات رافال العسكرية من شركة داسو، التي تعتبر المنطقة أيضا سوقا كبيرة لطائراتها الخاصة.
صناعة السيارات
تدرج شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات تركيا كثامن أكبر سوق لديها وباعت هناك 49131 مركبة في الأشهر الست الأولى من العام.
وقالت شركة (بي.إس.إيه) التي تصنع ستروين وبيجو في أحدث نتائجها المالية إن المبيعات في تركيا تتزايد وتشكل نقطة مضيئة في سوق صعبة من دون أن تفصح عن أرقام محددة.
ويشار إلى أن فرنسا شهدت خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات مباني في فرنسا، مع إصرار الرئيس إبمانويل ماكرون، على عدم التراجع عن الرسوم المسيئة.
وأشعلت تصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في دول عربية وإسلامية حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.
وحثت فرنسا دول الشرق الأوسط،أول أمس الأحد، على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها، معتبرة أنها صادرة من “أقلية راديكالية”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.