ثورة المقاهي ضد ” الحلاّنْ نُصْ نُصْ”: “فتح باب المقهى و إغلاق باب الرزق”

•محمد الشمسي
أن تعطي الحكومة لأرباب المقاهي الضوء الأخضر لفتح أبواب محلاتهم، دون إجراءات تحفيزية ومواكبة موازية، بل بالالتزامات تعجيزية ترهق بها كاهل المقهى وتزيدها رهقا على رهق كورونا، فهذا ليس من الدعم في شيء، وهذه ليست هي الصورة المثالية “باش يِغُودِيماغي” الاقتصاد، أن تجود عليهم “بفتوى الفتح” بشروط العروس المدللة، فلتزمهم بتوفير مواد التعقيم والتنظيف مع قياس درجة حرارة العمال بمدخل المقهى، لتحول المقهى إلى مستوصف صحي، وتجعل من رب المقهى”ماجور”، ثم تمنع عليهم استقبال الزبائن على طاولاتها، وأن تكتفي فقط بتقديم الطلبيات المحمولة يعني “الأومبورطي”، أو”القهوة عن بعد”، مع وجوب تشغيل النوادل وباقي الأجراء، بما يعني أداء رواتبهم نهاية كل أسبوع، ومع التصريح بالجميع لدى صندوق الضمان الاجتماعي تحسبا لكل موجة محتملة للوباء، ثم تبقى باقي التحملات الضريبية و الكثيرة والمتعددة ” فيهم فيهم”، وكأنهم لم يتوقفوا عن العمل يوما.
فوجد “مول القهوة” أن قرار الحكومة قد سمح له بفتح محله لكنه أغلق باب رزقه، إنه “حلان نص نص”، فهو العائد من “عطالة وخسارة”، عليه تدبر رواتب جيش من الأجراء مع تصريح لدى “لاكيس”، وميزانية إضافية للتقيد بالإجراءات الاحترازية، مقابل “كويسات ديال القهوة” يبيعها فقط لعابري السبيل في زمن جائحة ، “كلشي خايف من كلشي”، فمن يشتري و يتسلم كأس القهوة من النادل في وقت بات الشخص لا يثق حتى في أصابع يده فيرشها بالكحول أو يغطسها في “جافيل” كل وقت وحين؟.
هناك من يقول أن الحكومة ترغب من خلال تشغيل المقاهي إلى التخلص من بعض الأجراء الذين يتوصلون بتعويضات من “لاكيس” في ظل الجائحة، وهناك من يقول أن الحكومة ترغب في ضمان العائدات الضريبية من المقاهي مادامت هذه الأخيرة”دارت أمارش”، وهناك من يقول أن كورونا وضع المقاهي على حافة الهاوية وأن القرار الحكومي الأعمى يرمي بها نحو قاع الهاوية، وهناك من يقول …وهناك من يقول…لكن أرباب المقاهي يقولون أنهم أغلقوا محلاتهم بدون شروط و لن يفتحوها إلا بشروط، وأن شروطهم طبيعية ومنطقية وعادية، وأنهم قطاع يشغل الآلاف من الأيادي العاملة، وأن كل حكومات العالم تتدخل لإسعاف المقاولات إذا مرضت أو تأزمت، بترياق مناسب، وأنهم لا يطلبون غير “رونديفو” مع لجنة اليقظة يكشفون لها عن جروحهم العميقة، ويتركون الحلول لخبراء اليقظة، قبل أن ينهار المشروع ويتلاشى، وينتهي الحال “بمول القهوة” إلى كراء الكراج “لبائع الحوالا” في عيد الأضحى إن كان المحل في ملكيته، أو ينتهي به المطاف في السجن إن رجعت كل شيكاته لدى الممولين بدون رصيد، أو قد يفلس “مول القهوة” و”يهبط الريدو”، ويشتغل نادلا عند “مول القهوة” آخر لديه “صبر أيوب”، فعلى الأقل لن تكون فوق ظهره التزامات وتحملات.