هذا التمديد وقد فرضتموه على العباد ماذا عن الإمداد ؟

•محمد الشمسي
لن يعول العثماني على هول وخطورة كورونا ليقنع الناس بجدوى تمديده الثاني على التوالي للحجر الصحي، فقد ظهر في منازل الناس “المحجور عليهم” فيروس لا يقل فتكا عن كورونا وهو فيروس “قلة الشي”، وعلى العثماني أن يدرك أن “جنوي” غالبية الشعب “وصلت للعظم”.
في فرنسا التي يضربون لنا بها المثل حتى في عدد وفيات الوباء، يروي صديق لي أن “الخير” هناك “عاشايط” مع الحجر الصحي، ” فلوس وماكلة” ، بمعنى أن “الإنسان المتواكل” يتمنى لو أن كل عمره يقضيه في حجر صحي هناك ، المواد الغذائية هناك “عامشتّا”، ومن مختلف الأشكال والألوان والأصناف، وهي تطرق باب المواطنين “اللي عندو واللي معندوش”، وقسيمات الشراء تصل الأطفال مطلع كل أسبوع، وليس عندهم هناك مدارس تعليم خاص تبيع لهم العلم عبر الواتساب بالقوة.
تمديد الحجر الصحي مثنى وثلاث هو من اختصاص الحكومات التي قَوّت الاقتصاد ، ومتّنت الدخل الفردي للمواطن، ووفرت كل الحاجيات، قرار التمديد ليس فقط خطبة يلقيها رئيس الحكومة أمام غرفتين مشلولتين وانتهى الكلام، وإلا صار الحجر الصحي حكما غيابيا على المواطن المغلوب على أمره بالموت جوعا…
هل تعلمون يا رئيس الحكومة أن “موالين لمدينة” أحكمتم عليهم إغلاق الأبواب في شقق السكن الاجتماعي تحت طائلة “الحبس ولخطية”، وأن سكان البوادي هناك فرطتم فيهم ونسيتموهم كالعادة فباتوا يعيشون تيها وما يشبه المجاعة، سكان البوادي “جبتو ليهم التمام” أنتم و الجفاف، لا أسواق أسبوعية يبيعون فيها دجاجا أو بيضا أو نعجة أو كبشا أو بقرة أو عجلا أو حمارا أو بغلا، أو يشترون منها حاجيات او علفا لمواشيهم التي أنهكتها السنوات العجاف، البادية يحاصرها حجركم الصحي من الشمال، والفقر والهشاشة من الجنوب، والجفاف من الغرب، والإهمال والتفريط من الشرق، واسألوا وزيركم في الفلاحة يفصل في الأمر تفصيلا؟، فحتى بطاقة الرميد لم يستفد منها الفلاحون، وكأنهم مواطنون قسم هواة، وأنتم تجتمعون في أوج الكارثة للمصادقة على قانون توزيع أراضي الدولة على الفلاحين، ترى أي الفلاحين تقصدون؟؟؟ …
على الحكومة أن لا تنسى أن الأموال التي أسعفت الناس قليلا مع بداية الكارثة، هي أموال صندوق مكافحة الجائحة الذي أنشأه الملك وساهم فيه من ماله الخاص، واقتدى به في ذلك رجال الأعمال والمؤسسات والشركات والمواطنون، حكومتكم فقط “وصلات الخبز للفران” وحتى ذلك الخبز لم توصله لكل الأفران…
ليس لكم إستراتيجية ولا تصور لمكافحة الوباء، فمع بداية الأزمة رميتم الشعب بين أنياب المقدمين والشيوخ “كيتبوردو عليه”، و يوزعون رخص التنقل كما كانت توزع صكوك الغفران، ولم يعلن وزراؤكم عن تخفيض رواتبهم السمينة” اللي مكيتساهلوهاش أصلا “، سياساتكم الإقصائية جعلت العقول والمواهب المغربية تهجر وطنها، وتلجأ لحضن حكومات أجنبية تُقدر الأدمغة وهاهي تقود تجارب اللقاحات بعقول إخواننا، وأنتم هنا متحمسون لتحويل بيوت الناس الى زنازين ومعتقلات، وتشهرون قوانينكم في وجوهنا كما يشهر مروض الكلاب السوط في وجه كلابه.
فهل ستعتقلون كل مواطن قهره الجوع فخرج يبحث لعياله عن القوت؟، فعلا فيروس كورونا يصيب ويخطئ، وحالة الشفاء منه ممكنة، لكن وباء الجوع لا يُفلِت ضحيته حتى يقتله بالتقسيط.