ونحن في هذه المحنة القاسية ، ولا نرجو إلا رحمة الله ، وأمَلُنا فيه كبير ؛ يقيناً واعتقاداً ، ولا نرى في الحضر الطبي بالمكوت في جحورنا ، اإلا الواجب الشرعي والإنساني ، وما نراه من تكتل الدولة وتكتيف جهودها ؛ وقاية وعلاجا من هذا المرض الخبيث ، إذ وجب على كل مواطن ؛ أن ينقاذ ويتقيد بالإحترازات الضرورية ، لكن والحق يقال ؛ إن الفقراء والمساكين والمعوزبن والكثلى ، وذوي المهن البسيطة ، والحرف المعيشية ، والأعمال اليومية ، والدخل المحدود ، أو لا دخل لهم بتاتا ، وتحت أعناقهم أسر و يتامى ومرضى ؛ ضاعت أشغالهم ، ومصدر أرزاقهم ، ونحن نرى أن الدولة تقوم بما يلزم وتسرق وتتسابق مع الزمان ، للحد من خطورة هذا الوباء ، كما نرى أهل المال والأعمال ، لم يبخلوا بتقديم الدعم والمساعدات ؛ سواء بالمساهمة في الصندوق المحدث للوقاية من فيروس كورونا ، أو بمنتوجاتهم اللوجستيكية والعينية ، ومع رجوعنا لديننا الحنيف في طهارته ونظافته ، وبالدعاء والرجاء والتضرع لرافع المحن سبحانه ، وجب التذكير ، ان وَضَعَ الله في حكمه علاجا وشفاء ، وأملا واطمئنانا ، وتفاؤلا وسلوانا ، للوقاية والعلاج والإستشفاء ؛ هو بالتضامن والتكافل ، وبتقديم الصدقات والعطايا والزكوات ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ؛ “داووا مرضاكم بالصدقات ” لأن الصدقة برهان على صدق العبد ويقينه ، وهي بلسمٌ وجُنَّةٌ ؛ تقي الأمراض ، وتشفي المرضى ، وتكشف الضر ، وتفرج الهموم ، وتنفس الكروب ، وتدفع البلاء ، وتخفف الأوجاع ، وتهَدِئ النفوس ، وتزيل المصائب ، وتزكى القلوب ، وتنمي المال ، وتبارك الرزق ، وتطفىء الخطيئة ، وتكفر الذنوب ، وتستر العيوب وتحفظ الأولاد ، وتنجيهم من الشدائد والمحن ، إنها صنائع المعروف ؛ تقي مصارع السوء والشرور ، وتنجي من صعاب المحن والكروب ، تُعطى للمعوز القريب ، وتُمنح للجار الجُنُبِ ، وتُصرف للصاحب ، وتُقدم للصديق … أسألوا عن أهاليكم ، واستفسروا أحبابكم وأصدقاءكم ، ولا تنسوا اليتيم ، ولا تهملوا المريض ” إنما شفاء العي السؤال” واجعلوا هذه الصدقات بيد الرحمن لتربو ، ولا تقدموها جهارا وعلانية ، ودعوها في السر والكتمان ، حتى لا تكون مفخرة ورياء ،
إن الصدقة برهان على الشفاء ، ومقدمة على الدعاء والرجاء
“وإن أحب الأعمال إلى الله سبحانه ؛ سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعا ” كما حثنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ،
كما بشرنا سبحانه “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ”
نسأل الله العفو والعافية والأمن والأمان والسلم والسلام
المقال الأسبق
تحرير شارع برشيد بمقاطعة عين الشق(صور)
المقال التالي