” دَاوُوا مرضاكم بالصدقات “

نورالدين ودي

0

ونحن في هذه المحنة القاسية ، ولا نرجو إلا رحمة الله ، وأمَلُنا فيه كبير ؛ يقيناً واعتقاداً ، ولا نرى في الحضر الطبي بالمكوت في جحورنا ، اإلا الواجب الشرعي والإنساني ، وما نراه من تكتل الدولة وتكتيف جهودها ؛ وقاية وعلاجا من هذا المرض الخبيث ، إذ وجب على كل مواطن ؛ أن ينقاذ ويتقيد بالإحترازات الضرورية ، لكن والحق يقال ؛ إن الفقراء والمساكين والمعوزبن والكثلى ، وذوي المهن البسيطة ، والحرف المعيشية ، والأعمال اليومية ، والدخل المحدود ، أو لا دخل لهم بتاتا ، وتحت أعناقهم أسر و يتامى ومرضى ؛ ضاعت أشغالهم ، ومصدر أرزاقهم ، ونحن نرى أن الدولة تقوم بما يلزم وتسرق وتتسابق مع الزمان ، للحد من خطورة هذا الوباء ، كما نرى أهل المال والأعمال ، لم يبخلوا بتقديم الدعم والمساعدات ؛ سواء بالمساهمة في الصندوق المحدث للوقاية من فيروس كورونا ، أو بمنتوجاتهم اللوجستيكية والعينية ، ومع رجوعنا لديننا الحنيف في طهارته ونظافته ، وبالدعاء والرجاء والتضرع لرافع المحن سبحانه ، وجب التذكير ، ان وَضَعَ الله في حكمه علاجا وشفاء ، وأملا واطمئنانا ، وتفاؤلا وسلوانا ، للوقاية والعلاج والإستشفاء ؛ هو بالتضامن والتكافل ، وبتقديم الصدقات والعطايا والزكوات ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ؛ “داووا مرضاكم بالصدقات ” لأن الصدقة برهان على صدق العبد ويقينه ، وهي بلسمٌ وجُنَّةٌ ؛ تقي الأمراض ، وتشفي المرضى ، وتكشف الضر ، وتفرج الهموم ، وتنفس الكروب ، وتدفع البلاء ، وتخفف الأوجاع ، وتهَدِئ النفوس ، وتزيل المصائب ، وتزكى القلوب ، وتنمي المال ، وتبارك الرزق ، وتطفىء الخطيئة ، وتكفر الذنوب ، وتستر العيوب وتحفظ الأولاد ، وتنجيهم من الشدائد والمحن ، إنها صنائع المعروف ؛ تقي مصارع السوء والشرور ، وتنجي من صعاب المحن والكروب ، تُعطى للمعوز القريب ، وتُمنح للجار الجُنُبِ ، وتُصرف للصاحب ، وتُقدم للصديق … أسألوا عن أهاليكم ، واستفسروا أحبابكم وأصدقاءكم ، ولا تنسوا اليتيم ، ولا تهملوا المريض ” إنما شفاء العي السؤال” واجعلوا هذه الصدقات بيد الرحمن لتربو ، ولا تقدموها جهارا وعلانية ، ودعوها في السر والكتمان ، حتى لا تكون مفخرة ورياء ،
إن الصدقة برهان على الشفاء ، ومقدمة على الدعاء والرجاء
“وإن أحب الأعمال إلى الله سبحانه ؛ سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعا ” كما حثنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ،
كما بشرنا سبحانه “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ”
نسأل الله العفو والعافية والأمن والأمان والسلم والسلام

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.