هكذا تم إنقاذ الدارالبيضاء من الفيضانات

الأخبار الواردة من تارودانت والحوز حول الفيضانات التي جرفت الناس والحجر وخلفت مآسي ، يعيد إلى الأذهان شبح وادي بوسكورة الذي كان يهدد الدار البيضاء كلما حل موسم الأمطار ، ولو قدرالله وفاض الواد لكان جزءكبير من أحياء سيدي معروف والمركب لمكتب الصرف ومقر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجزء كبير من أحياء لمعاريف الراقية ، تحت الماء .
حماية الدار البيضاء من الفضيانات تمت بفضل فطنة ويقظة مدبري الشأن العام المحلي في تلك الفترة، والتي رصدت 90 مليار سنيتم( 900مليون درهم)لتنفيذ مشروع حماية الدار البيضاء من فيضانات وادي بوسكورة ، حيث تم تجهيز مدينة الدار البيضاء بقناة تحت أرضية لتصريف مياه فيضانات وادي بوسكورة وطرحها مباشرة في البحر.
المشروع تم تقسيمه إلى شطرين مستقلين:
الشطر الأول عند بداية طريق الجديدة، وهو عبارة عن قناة مكشوفة طولها حوالي 3 كيلومترات ومصممة خصيصا للتكيف بشكل أفضل مع المورفولوجيا الطبيعية لواد بوسكورة.
أما الشطر الثاني فيبدأ من طريق الجديدة إلى غاية مصب القناة في البحر و يتألف من قناة تحت أرضية طولها حوالي 6.9 كيلومتر وقطرها 5.5 متر وبمنسوب مياه يصل إلى 140 مترا مكعبا في الثانية.
هذا المشروع الضخم ساهم في تمويله المجلس الجماعي السابق للدارالبيضاء برئاسة محمد ساجد ومجلس جهة الدار البيضاء الكبرى السابق برئاسة محمدشفيق بنكيران ، ترك الرجلان كرسي الرئاسة،لكن اسميهما سيظلان مرتبطان بحماية الدار البيضان من الفيضانات ،ومن فيضانات أخرى سيأتي الوقت لذكرها.
اليوم عندما يتابع البيضاويون والبيضاويات المآسي والمخلفات القاسية لفيضانات تارودانت والحوز، يتذكرون الخوف والرعب الذي كان يتملكهم مع نزول أولى قطرات المطر ،ويتذكرون معهم أسماء من ساهموا في إبعاد الخوف والفزع عنهم .