أيام قبل إعدام ياسمينة الحديقة العربية

تستأسد “الطراكسات” في حديقة الجامعة العربية، وضجيجها يصيب بالصمم، وأتربتها تخنق كل المارة، أما الحواجز الحديدية، فإنها تمنع السيارات والمارة من الوصول إلى وسط المدينة، فالأشغال لا تنتهي، حسب أحد زبناء مقهى بالمنطقة، ومنذ أشهر عديدة والأتربة تتصاعد صيفا، وتتحول إلى سحب خانقة تشعر المارة بضيق التنفس، وشتاء تُصبح أوحالا تعيق حركة السير.
يضطر السائقون في الشارع إلى الانتظار دقائق، وربما ساعة في أوقات الذروة، من أجل الوصول إلى وسط المدينة.
فآلات الحفر وضيق الشارع وسكة “الطرامواي” تجعل المرور من الشارع أشبه بمغامرة في قيادة السيارة والدراجات النارية، مما يعرقل حركة السير، في ظل غياب إجراءات تضمن انسيابها.
في أقصى الحديقة يتحدى المقهى الوحيد آليات الحفر، فمقهى “ياسمينة” الذي ارتبط بالحديقة التي يعود تشييدها إلى 1913، ومصممة على طراز الحدائق الفرنسية، أصبحت الآن مهددة بالزوال، كما هي عادة كل المآثر، التي تعجز عن الصمود في وجه العبث بالتراث واستثماره، مادام المسؤولون لا يفكرون إلا في الحل السهل، المتمثل في الهدم.