ثقافة و فنون

لماذا دفن البسطاوي موهبته في زحمة سيتكومات رمضان!؟

الفنان البسطاوي من النجوم الكبار على الساحة الفنية الوطنية منذ سنوات، بموهبته في تجسيد مختلف الشخصيات المركبة، سواء الشخص البدوي الأصيل ذو المبادئ والقيم، أو الشخص المتمدن الذي يبحث عن قوته وسط زحمة الأحداث، أو حتى الرجل الشرير القادر على إضفاء المصداقية اللازمة على دوره، بحركاته وتعابيره المتقلبة.
لكن هذه الموهبة الكبيرة والقادرة على تجسيد مختلف الأدوار، لم نجد لها أثرا في عمل البسطاوي الوحيد خلال شهر رمضان لهذه السنة، والمثمتل في دور كوميدي بسلسلة “كنزة في الدوار” لمنتجه نورالدين عيوش، حيث اختفت بصمة هذا الفنان الكبير فجأة وحل محلها الإرتجال في الآداء والحوار، فلن نعد نفهم ما يريد البسطاوي إيصاله للجمهور، وكأن على الممثل الذي بلغ من الشهرة عتيا، أن يقف أمام كاميرات المخرجين، ويقول بضع كلمات كيفما اتفق وستكون الأمور على ما يرام، وسيضحك الجمهور من شدة الموقف الدرامي!!.
وما وقع للفنان البسطاوي يبدوا أنه وقع لمجموعة كبيرة من الفنانين، كجمال الكاظمي المعروف بدور حديدان، ودنيا بوطازوت، ومن قبلهما عبد الخالق فهيد… واللائحة طويلة، والإستنثاج الأبرز أن المجال الدرامي ببلادنا وخصوصا الأعمال الرمضانية أصبحت مرتبطة بعالم المال والأعمال اكثر من إرتباطها بعنصر الإبداع والتميز والإبتكار الفني، واصبح لشركات الإنتاج دور هام في بلورة مستوى وجودة الإنتاج المعرض حاليا، مادام منطق الربح والخسارة هو الطاغي، على مسار عملية الإنتاج منذ إنطلاق عملية التصوير، وحتى عرض العمل بعد أسابيع وأشهر على المشاهدين.
لكن ما يتناساه الممثلون على وجه الخصوص هو أن المشاهد هو الحكم والفيصل في تحديد من هو أجدر بالتنويه والإشادة، ومن أجدر بالإنتقاد والإبعاد من خارطة الإنتاج الدرامي، ولا يشمل ذلك بطبيعة الحال المنتجون “أصحاب الشكارة” الذين لا يتزحزحون قيد أنملة عن مصالحهم رغم مختلف الإجراءات التي تم إتخادها لإصلاح وهيكلة هذا المجال من طرف للجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الإتصال.
فهل سيتدارك الفنان الكبير البسطاوي مجريات الأمور، ويفهم أكثر معادلة رضى الجمهور والإبداع الفني، بعيدا عن إشتراطات ومفاهيم شركات الإنتاج، ويصون رصيده الفني الهام لدى المشاهد المغربي، هذا ما سنتابعه إنشاء الله في رمضان القادم !!!؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى