الديربي السلبي بين الرجاء والوداد…التفاصيل الكاملة

أخلص الديربي بين قطبي الكرة البيضاوية الوداد و الرجاء في نسخته 119 لعادة التعادلات التي حسمت أكثر من نصف المواجهات عبر تاريخ لقاءات الفريقين، في مباراة تسيدها أنصار الطرفين والذين حولوا في آخر السنوات الفرجة باتجاه المدرجات بسبب تقاس اللاعبين عن مجاراة إبداع الجماهير وتقديمهم لمباراة متوسطة المستوى فنيا، وانتهت بأصفار اكدت تخوف المدربين ومبالغتهما في الحذر في مثل هذا النوع من المباريات.
تكتيك على مقاس مباراة استثنائية
الويلزي جون توشاك ظل وفيا لمبادئه و اعتمد نفس التشكيل تقريبا الذي خاض به أغلب مباريات الدوري مع تغيير طفيف هم تغيير النهج الخططي من ( 3-5-2) لنهج ( 4-2-3-1)، باعتماد العروبي أساسيا ومحور دفاع كلاسيكي (نوصير و الكوردي على الأطراف وعمق تشكل من رابح وفال وأمامهما لاعبي ارتكاز وهما الكرتي والنقاش و3 لاعبين بمحور المتابعة والربط بن يدر وهجهوج و حسني خلف اونداما رأس حربة وحيد وصريح.
في معسكر الرجاء كانت تخوفات الأنصار قائمة و مشروعة بسبب ظهور عدد هائل من اللاعبين لأول مرة بالديربي أو بسبب افتقار البعض للتنافسية منذ فترة طويلة ( الراقي و أوساغونا).
الطوسي دفع بالزنيتي حارسا وبوطيب والكروشي وبوطيب على الأطراف وبانون وأوال بتوسط الدفاع وهنا نسجل مشاركة 4 لاعبين بمحور الدفاع لأول مباراة بمباراة الديربي باستثناء الكروشي.
وتم تثبيت الراقي العائد من الإمارات والكونجولي مابيدي لاعبي ارتكاز وأمامهما جاحوح في توظيف غريب عنه صانعا للعب والوادي والحافيظي على الأطراف وأوسىاغونا مهاجما صريحا، لنكون أمام نهج ( 4-3-3).
إلى هنا كان التوقع هو أن نتابع نزالا تغتاله الصرامة التكتيكية والمبالغة في الحذر وتضييق المساحات والمراهنة على جزئية دقيقة جدا قد تشكل عامل فصل وحسم لتحقيق المطلوب.
جولة مشنوقة وفرجة مسروقة
لم تفرز أولى دقائق مباراة الديربي ملامح الإثارة والفرجة المتوقع متابعتها وكما وعد بها مدربي الفريقين، إذ ظل التحكم في الكرة سجالا بين الطرفين مع اعتماد التمرير العرضي السلبي غير المؤثر على مجرى اللعب.
وحملت الدقيقة 13 أول تهديد للوداد بعد استلام أونداما كرة في ظهر المدافع الكروشي وليختار الحل السهل بالتسديد باتجاه الحارس الزنيتي الذي كان واقفا بالمكان الصحيح على مستوى القائم الأول محبطا أول محاولة ودادية صريحة.
رد الرجاء كان عبر الحافيظي دقيقتين بعد ذلك على إثر تسديدة زاحفة لم تقلق راحة الحارس العروبي ومرت بردا و سلاما بعدما تخلص اللاعب من رقابة صارمة فرضت عليه.
وعاد النزال ليغرق من جديد في بحور الرتابة والصرامة المبلغ منها من طرف مدربي الفريقين باعتماد غلق منافذ حط الوسط، ليعود الحافيظي و في غفلة من دفاع الوداد مجددا في حدود الدقيقة 25 برأسية استلمها من جاحوح على إثر خطا فادح للاعب حسني و الكرة علت مرمى حارس الوداد.
وانتظرا آخر 10 دقائق من الجولة الأولى ليطل علينا النيجيري أوساغونا باختراق مميز لدفاع الوداد إذ توصل بكرة رائعة من مابيدي ليراوغ رابح و يقف وجها لوجه مع حارس الوداد لعروبي و يسدد في الشباك الخلفية بطريقة غريبة بعدما كان بإمكانه التقدم أكثر بالكرة، ليحيل الحكم الفريقين لغرفة التبديل على إيقاعات تعادل سلبي و كلاسيكي في مثل هذا النوع من المباريات.
توشاك يتفوق بالنقاط
ولأنها جولة المدربين فقد ظل الترقب قائما لمعرفة الطريقة التي قرأ من خلالها كل مدرب الجولة الأولى وهو ما ترجمته أولى الدقائق حيث عمد توشاك للدفع بلاعبين مناورين على الأطراف ( اوناجم و الحداد) مكان الكرتي و هجهوج الذي خذل جماهير الوداد بأداء متوسط و نجاعة غائبة على عكس المعتاد.
في وقت سحب الطوسي من جانب الرجاء جاحوح الذي بدا تائها بخط الوسط و رمى بورقة المهتدي أحد ناشئي النادي، و رغم ذلك لم يتغير نسق المباراة و لا شكلها وظل الأداء و السيطرة سجالا مع غياب صريح لفرص التسجيل الواضحة.
توشاك يتفوق بالنقاط فقط؟
و حاول الراقي التمرد على أصفار المباراة من خلال تسديدة قوية علت القائم، رد عليها الحداد البديل بعمل فني رائع في حدود الدقيقة 73 وتمريرة رائعة استلمها سيسي الذي حل مكان أونداما و غير اتجاهها المدافع بانون.
صحوة الوداد تكرسا أكثر من خلال فرصتين خطيرتين قادهما البديلين اوناجم و سيسي في الدقيقتين 75 و 79 انتهت الأولى بتدخل المدافع الرجاوي أوال و الثانية بتأخر اوناجم في مد سيسي بكرة في العمق.
قبل أن يعود الحداد ليهد كرة المباراة بعد اختراقه لدفاع الرجاء و انفراد مطلق بالحارس الزنيتي الذي فطن لمحلولة رفع الكرة فوفه و ليحبط فرصة هدف ودادي مؤكد بالدقيقة 83.
وبدا توشاك وعلى شاكلة مباريات الملاكمة و قج تفوق على الطوسي بالنقاط من خلال تأثير تغييراته على مسار النزال و حمل الخطورة لمعترك الرجاء بالكامل.
ولم تفرز آخر الدقائق تغييرا على نتيجة مباراة خضعت لمنطق التعادل الذي أرضى الطرفين و تفادى على إثره أحد المدربين غارات انتقاد بلا هوادة.
التعادل في الديربي 119 حمل الرقم 56 عبر تاريخ المواجهات بين الفريقين و هو الرابع للوداد هذا الموسم و الخامس للرجاء،و انفرد على أثره الوداد مؤقتا بصدارة ترتيب الدوري برصيد 25 نقطة في انتظار مباراة الفتح بطنجة في تقدم الرجاء خطوة واحدة في الترتيب و أصبح تاسعا برصيد 15 نقطة.< /strong>