راصد إنتخابي

الخطاب الملكي يدخل الباكوري قفص الاتهام

يبدو أن مصطفى الباكوري الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة ، ومدير الوكالة الوطنية للطاقة في ورطة حقيقية بعد الخطاب الملكي الأخير ،الذي وجه فيه جلالة الملك انتقادا شديد اللهجة للمنتخبين الذين يختفون عن الأنظار بمجرد انتخابهم وتنقطع صلتهم بالسكان الذين انتخبوهم ولا يظهرون إلا مع كل موعد انتخابي
ومصطفى الباكوري بحكم مهامه الكبرى كمدير للوكالة الوطنية للطاقة لن يستطيع التوفيق بين مهامه بالوكالة وبين دوره كمنتخب ، فقد تقدم الباكوري بترشيحه بالجماعة الحضرية للمحمدية، وبجهة الدار البيضاء سطات، بل إن اسمه مدرج ضمن قائمة المتبارين على منصب رئيس الجهة ، وهو منصب لا يقل أهمية عن منصبه في الوكالة وربما أكثر .
لاأحد يشك في نزاهة وصدق واستقامة وكفاءة الباكوري، لكن لا أحد أيضا يصدق أن هذا الرجل بمسؤولياته الجسام بالوكالة الذي تتطلب الحضور الدائم والتتبع اليومي للملفات ، يستطيع أن يتحمل مسؤولية أخرى من حجم رئاسةالجهة الذي بحكم الاختصاصات الكبرى التي أصبحت تتوفر عليها ، تتطلب أيضا حضور يوميا وتتبع للملفاتوالقضايا .
لهذا يوجد الباكوري في ورطة حقيقية وعليه أن يختار بين منصب مدير للوكالة الوطنية للطاقة ومنصب رئيس جهة الدار البيضاء سطات ،لان الجمع بين المنصبين من سابع المستحيلات ويتعارض مع مضمون الخطاب الملكي ، الذي يدعو المنتخبين الجماعيين تحمل مسؤولياتهم والوفاءبالتزاماتهم تجاه من انتخبوهم
ولا نريد أن نسمع أن أحدا اقترح على الباكوري أن يجمع بين المنصبين ويفوض مهام إحدى المناصب لنائب له ،فهذا حل فيه ضحك على الدقون واستبلاد للمغاربة ومعاكسة للتوجهات الملكية لتخليق الحياة السياسية واعتماد مفهوم حقيقية للحكامة المحلية ،فسواء تعلق الامر بمنصب مدير الوكالة أو منصب رئيس الجهة ، فالمنصبان معا يتطلبان التفرغ لهما ويستحيل الجمع بينهما ،فيكفي أن الباكوري فوض مهامه كأمين عام لحزب الاصالة والمعاصرة لنائبه إلياس العماري وأصبح حضوره في التجمعات والاجتماعات كضيف شرف ،فلا يعقل أن يفوض مهامه مرة أخرى لنائب آخر له في الوكالة أو الجهة ، فهذا الوضع لايستقيم ولن نكرر أنه يناقض الخطاب الملكي، بل نقول أنه يمس بصورة الباكوري بنفسه وهي صورة مشرفة لكفاءة وطنية حقيقية لايعقل أن يهدمها بيده،ودخل نفسه في قفص الاتهام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى