ستعرف العاصمة الرباطومختلف مدن المملكة احتفالات بمناسبة الذكرى 16 لتتويج الملك محمد السادس على العرش، الذي يصادف 30 يوليوز من كل سنة.
وفي هذه المناسبة، سوف يقوم الملك محمد السادس بإلقاء خطاب إلى الأمة، حيث سيتم نقله على موجات الراديو والتلفزيون الوطني.
و يمثل عيد العرش الذي يصادف هذه السنة الذِّكرى السادسة عشر، لتولي الملك محمد السادس، الحكم ، حدثـًا وطَنيــًا ذي دلالات تـاريخية مَليئة بالرمـوز السياسية ، وهو مُنـــاسَبة يتجدد العهد فيها بين الملك ومختلف فئات الشعب ، على الاستمرار في بنـــاء البلاد وتنميتها المُسْتَدامــة في جميــعِ المَجـــالات.
وشكل عيد العرش منذ أن تمكن المَغـــاربة بتنسيق مع السلطان محمد بن يوسف في السنوات الثلاثين من القرن الماضي، 1934 تحديدا، من إحياء هذه الذكرى إبـــان الاستعمار الفرنسي، تحديا واضحا للاستعمار، وبداية فعالة لمسلسل المطالبة بالاستقلال الوطني في إطار النظام الملكي الذي ظل قائم الدعائم بالرغم من كل التحديات التي لحقت بالبلاد على مر قرون.
ويحتفل المغاربة كل عام بذكرى يوم العرش تأكيدا لولائهم للملك وهم يستحضرون الإنجازات التي تحققت في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك محمد السادس، الذي يواصل مسيرة بناء المغرب الحديث، بتعزيز مساره الديمقراطي وتنميته وتقوية قدراته لمواجهة ما يعترضه من تحديات داخلية وخارجية.
فالعرش المغربي مثل دائما السلطة الدينية والسياسية، وهو الضامن الأساسي للهوية المغربية والحارس الأمين للأراضي والحدود المغربية، وهو كذلك عماد الدولة التي ظلت قائمة الذات بالرغم من الفترة القصيرة نسبيا التي خضع فيها المغرب للحماية الفرنسية.
ويعتبر يوم 30 يوليو سنة 1999، تاريخ اعتلاء الملك محمد السادس، عرش أسلافه، يوما مشهودا في تاريخ المغرب المعاصر، و لقد أعطى الملك محمد السادس، منذ توليه الحكم روحا جديدة للعلاقات بين الملك والشعب، حيث قام خلال 16 سنة من الحكم ببلورة سياسة اقتصادية واجتماعية جديدة ومحكمة، تهدف إلى تغيير وجه المغرب في جميع الميادين، باعتباره بلدا صاعدا تواجهه تحديات موضوعية تمليها ظرفية دولية متقلبة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وقد وضع الملك محمد السادس برنامجا شاملا يتوخى التحديث السياسي والعصرنة المؤسساتية والتشريعية، ومنح البلاد كل الوسائل السياسية والاقتصادية والمؤسساتية من أجل الوصول الى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة.
ونجح المغرب بفضل المبادرات الجريئة والخلاقة للملك محمد السادس، التي تعكس الرغبة في التغيير التي أرادها، في ترسيخ مسار البناء الجماعي لمغرب الوحدة والديمقراطية والتقدم، مغرب يوصف من قبل المراقبين بأنه يسير بخطى ثابتة من أجل تحقيق مستقبل زاهر ومتقدم.
ونشير أن هذه المناسبة البهيجة، ستقوم القوات الجوية الملكية في فرقتها المرموقة “المسيرة الخضراء”، على تقديم عروض جوية استعراضية بخليج أبي رقراق، يومي الخميس والجمعة المقبلين.