طلبة كلية الطب بالدار البيضاء ينضمون إلى زملائهم في احتجاجاتهم ضد الوردي

دفاعا عن الخدمة الصحية العمومية وعن التكوين الطبي العمومي وأمام سد باب الحوار, الأساتذة الباحثون بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء يتخذون عدة قرارات نضالية تصاعدية بدءا بمقاطعة الدخول الجامعي للموسم المقبل ووصولا إلى الاستقالة الجماعية.
أمام سياسة الأذن الصماء التي تنهجها وزارة الصحة و نظرا للوضع المتأزم الذي تعيشه المراكز الإستشفائية الجامعية و كليات الطب و الصيدلة, اجتمع الأساتذة الباحثون بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء يومه 22 يوليوز 2015, حيث تم الوقوف على المساعي المبيتة لتدمير هذه المؤسسات العمومية مما يهدد صحة المواطنين ويقضي على التكوين الطبي للطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين.
لقد سبق أن دق الأساتذة الباحثون ناقوس الخطر ونبهوا إلى أن الوضعية التي تعيشها المراكز الإستشفائية الجامعية و كليات الطب و الصيدلة أصبحت لا تطاق وأن الأمر يستفحل أكثر نظرا لغياب إرادة حقيقية من طرف الجهات الوصية لإنقاذ هذه المؤسسات الحيوية. هذه الوضعية الكارثية تتمثل في ما يلي :
1- التزايد المهول في عدد استقالات الأساتذة الباحثين مما يهدد مستقبل التكوين الطبي للطلبة والأطباء في طور التخصص.
2- عدم توسيع أماكن التداريب السريرية رغم التزايد المهول في عدد الطلبة والأطباء في طور التخصص مما يؤثر سلبا على جودة التكوين الطبي.
3- اكتظاظ المرضى والزيادة الكبيرة في أعدادهم مع مشروع الراميد السائر إلى الإفلاس في غياب الموارد البشرية الكافية والمعدات والأجهزة الضرورية والأدوية اللازمة.
4- إحداث كليات طب خاصة ومستشفيات تابعة لمؤسسات لا تراقبها الدولة ستزدهر على حساب كليات الطب العمومية و المراكز الإستشفائية الجامعية.
5- الطريقة المتسرعة التي يدبر بها ملف إصلاح الدراسات الطبية.
6- ظروف العمل المزرية التي تعيشها الكثير من المراكز الاستشفائية الجامعية مما يؤثر سلبا على جودة الخدمات الصحية.
ومما سيزيد الوضع تأزما سعي وزير الصحة لتمرير مشروع قانون متعلق بالمراكز الاستشفائية الجامعية متجاهلا كل المشاورات والتفاهمات السابقة والذي سيؤدي – إن تم تمريره في صيغته الحالية – إلى تدمير ما تبقى من هذه المراكز الاستشفائية وتصاعد الاختلالات في تسييرها والقضاء على كل المحاولات لتحفيز الأساتذة لتحسين المردود وتطوير الأداء والبقاء بهذه المراكز.
إن الأساتذة الباحثين, وأمام غياب الإرادة الحقيقية لإيجاد الحلول اللازمة لهذا الوضع المتردي وأمام استمرار وزارة الصحة في غطرستها و رفضها الحوار ضاربة عرض الحائط كل المجهودات التي يقوم بها السيدات و السادة الأساتذة من أجل وقف هذا النزيف و إنقاذ ما تبقى من هذه المراكز الإستشفائية الجامعية وأمام إصرار وزير الصحة في افتعال الأزمات مع مكون هام بهذه المراكز ودفاعا عن المراكز الاستشفائية الجامعية وعن الخدمة الصحية العمومية وعن التكوين الطبي العمومي فإنهم يقررون اتخاذ عدة خطوات نضالية تصاعدية بدءا بمقاطعة الدخول الجامعي للموسم المقبل ووصولا إلى الاستقالة الجماعية.