برامج السفاهة الرمضانية وسكيتشات الطنز العكري تصدم المغاربة

كما كان متوقعا، خيبت قنوات القطب العمومي آمال المشاهدين في تقديم انتاجات درامية ترقى إلى تطلعات المشاهدين.
اليوم الأول من رمضان أفصح عن طبيعة الأعمال الفنية التي سيتابعها المشاهد المغربي طيلة شهر رمضان الجاري. الخواسر.. بين جوج.. حمق.. الصالون.. وغيرها.
السمة الغالبة على الأعمال المعروضة هو تدني مستواها الفني، من حيث الأفكار وغياب الحس الإبداعي، والإخراج، وكل توابل العمل الفني الناجح حسب المتعارف عليه فنية.
الأعمال التي عرضت على القناة الأولى والثانية و ميدي 1 تيفي، أغلبها عبارة عن ومسلسلات مبتذلة، إضافة إلى سيتكومات قصيرة تتراوح بين 5 دقيقة و3 دقائق.
الحلقات الأولى من هذه الأعمال، تفصح عن إسفاف فني غير مسبوق، من حيث الفكرة المطروقة، وزاوية المعالجة، والرسائل الفنية، وما إلى ذلك من الأدوات التي يستعملها الحرفيون لإعطاء الطابع الفني لأعمالهم.
خلاصة مشاهدة مقتطفات من حلقات اليوم الأول من شهر رمضان، تؤكد بالملموس، وصول الإنتاج الفني الدرامي المغربي إلى مستوى غير مسبوق من التدني والرداءة على كل المستويات، رغم وفرة الممثلين والطاقات الشابة، وأهل الخبرة، إلا أن خللا ما في الإنتاج المغربي.
المستوى المنحط للغة المتداولة في الأعمال التي عرضتها القنوات المغربية، تؤكد حقيقة أخرى وهي أن من يقف خلف هذه الأعمال الفنية عجزوا عن إقناع المشاهد المغربي، فاستعانوا بلغة سوقية، واستعمال مصطلحات هجينة.
أمام هذه المهزلة التي تكرس التراكم السلبي الذي انحدرت إليه الدراما المغربية في السنوات الأخيرة، يطرح سؤال الفساد الفني المرتبط بالجهات التي تستفيد من صنبور الإنتاج، والمخرجين الذين يتهافتون على إنتاج أعمال لا قيمة له، ولجان القراءة داخل القنوات التي تمول إنتاج هذه الأعمال الفنية، والكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات شافية من فيصل العرايشي .
العرايشي الذي يتقاضى أزيد من عشرة من ملايين سنتيم شهريا مدعو إلى وقف هذا النزيف وإعادة النظر في طريقة إنتاج الأعمال الفنية الرمضانية، وتسليط الضوء بما يكفي على كعكة من المال العام يقتسمها أشباه الفنانين ويصدم المشاهد برؤيتها ويفرض العرايشي على المواطن المغربي هجرة قنوات القطب العمومي.