بنعلو يحذر من كارثة داخل سجن عكاشة

يوجد نزلاء المركب السجني عكاشة بالبيضاء في حالة استنفار قصوى، بعد أن راج أن لجنة تفتيش ثانية ستحل بزنازينهم في غضون الأسبوع الجاري، بعد تفتيش وصف بـ «المهين» تعرض له النزلاء السبت الماضي على يد 780 موظفا مكلفا بالتفتيش. وعلمت جريدة «الصباح» التي أوردت الخبر من مصادر مطلعة أن النزلاء هددوا بـ «التمرد» إذا عادت اللجنة المكونة من مئات الموظفين لتفتيش زنازينهم وأغراضهم الشخصية بطريقة مهينة، معبرين عن رفضهم استقبال مفتشي محمد صالح التامك بدون ممثلي وكيل الملك وحقوقيين يراقبون الطريقة التي سيتم بها تفتيش الأجنحة، بعد سابقة يوم السبت الماضي التي انتهكت فيها حقوقهم.
وقالت مصادر مقربة من عبد الحنين بنعلو، المدير العام السابق للمكتب الوطني للمطارات، المعتقل بعكاشة، إن الأخير مستاء من طريقة تفتيش أغراضه الشخصية، إذ داس الموظفون المكلفون بالتفتيش بأقدامهم على أطعمته وأدويته، ومزقوا أغطيته، كما الحال بالنسبة إلى مجموعة من النزلاء الذين اعتبروا أن الأمر يتعلق بـ «تصفية حسابات» بين موظفين، وليس بتفتيش يحترم الضوابط القانونية، كما تبين أن الطريقة تستهدف رأس مدير سجن عكاشة.
وحسب ما أوردته المصادر المذكورة، فإن النزلاء رددوا عبارات «عاش الملك» و»الله أكبر»، مستغيثين بالحقوقيين، بعد أن تعرضت بعض أغراضهم غير الممنوعة لـ «السرقة» من قبل موظفي التفتيش، الذين استغلوا حالة الارتباك التي كان عليها النزلاء، لتخريب أغراضهم وتمزيق أغطيتهم دون مراعاة حاجتهم إليها، خاصة في هذا الفصل البارد.
ويوجد حوالي ثمانية آلاف نزيل بالمركب السجني نفسه في حالة استنفار، حسب ما أوردته المصادر المقربة من بنعلو، إذ حذر مسؤول المطارات السابق، على لسان المصادر المذكورة، من «كارثة» في حال نفذ النزلاء وعيدهم بالتمرد، خاصة بعد أن تبين أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات، وأن بعض الموظفين لم يأخذوا بعين الاعتبار احترام كرامة النزلاء أثناء التفتيش، بل مروا مرور «عاصفة هوجاء»، على حد تعبير المصادر ذاتها، مضيفة أن النزلاء طالبوا بإيفاد لجنة تحقيق لمعاينة الدمار الذي خلفته وراءها اللجنة المكونة من 780 موظفا. كما رهنوا حلول أي لجنة تفتيش جديدة بحضور ممثلي وكيل الملك وحقوقيين لضمان مرور عمليات التفتيش بطريقة قانونية، تحترم إنسانية النزلاء، الذين وجد بعضهم نفسه بدون دواء وطعام، بعد الدوس عليه بالأقدام وإتلافه أثناء عملية التفتيش.
من جهة أخرى، حجزت اللجنة التي نقل أعضاؤها في حافلات، 160 هاتفا محمولا وعشرات أجهزة «الآيباد» ومبالغ مالية وأواني وتجهيزات إلكترونية ومئات السكاكين. وكان الموظفون المكلفون بالتفتيش، وعلى رأسهم رجل الأمن السابق بادة الذي استعان به المندوب السابق للسجون، حفيظ بنهاشم، جردوا من هواتفهم وسلمت لهم مفاتيح الزنازين للشروع في تفتيش لم يحترم الضوابط المعمول بها.