اقتصاد

الصانعات التقليديات يتألقن في معرض في الدار البيضاء

تعرض حوالي عشرين صانعة تقليدية مغربية في الفترة ما بين 24 و 29 نونبر الجاري بالدار البيضاء مجموعة متنوعة من منتوجاتهن التي شكلنها بمهارة ودقة، يحدوهن طموح كبير في تعزيز خبراتهن وإحياء قطاع الصناعة التقليدية الذي ما زال يشكل ثروة حقيقة ودليلا قويا على فن يدوي عريق.

وتنظم هذه التظاهرة بمبادرة من شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب “دار المعلمة” وذلك تحت شعار “حينما ترتبط الثقافة بإبداع الصناعة التقليدية”.

وأوضحت السيدة فوزية المكناسي رئيسة شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب “دار المعلمة” أن هذه التظاهرة تتوخى تعزيز القدرات الاقتصادية والتعاون وتشجيع إحداث المقاولات الفردية المهيكلة مبرزة أن المنتوجات المعروضة تتضمن ، على الخصوص، البلوزة الوجدية و القفطان والملحفة الصحراوية وطرز الشبكة وزرابي الحنبل والفخار .

وقالت السيدة المكناسي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يتوخى ،كذلك ، مزج الثقافة بهذا العمل اليدوي وتقديم أعمال الصانعات إلى فئات مختلفة من خلال جعل المكتبة فضاء لعرض إبداعات الصانعات.

واعتبرت أنه إذا كان الكاتب يكتب بقلمه فإن الصانع التقليدي يعبر بأنامله حيث يعبر عن مشاعره من خلال الصوف والطرز والخياطة والحرير عبر تشكيلة غير محدودة من الألوان. وأضافت أن الصناعة التقليدية التي توجد بالمناطق الجبلية والسهول والسواحل الأطلسية والمتوسطية وأعماق الواحات الصحراوية تشكل مصدر غنى حقيقي للتراث الاقتصادي والاجتماعي الوطني ، مشيرة إلى أن هذا القطاع بكل أشكاله خاصة المهن التي تمارسها النساء يمثل القاسم المشترك بين كل الأسر المغربية حيث “تساهم الصناعة التقليدية النسائية غالبا في الرفع من دخل الأسر المعوزة”. في نفس السياق أبرزت صانعة تقليدية ، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض يشكل فرصة للصانعات التقليديات لكي يقمن بعرض منتوجاتهن دون وسيط ودون مقابل ، بالإضافة إلى تبادل الخبرات.

وأوضحت أنه تم عرض ألف منتوج من طرف الصانعات التقليديات اللواتي يستفدن من ورشات تكوينية في مهن تهم ، على الخصوص، الطرز والخياطة والفخار. وعلى هامش المعرض سيتم تقديم كتاب “أسرار الصانعات التقليديات في المغرب” الذي تم تأليفه بشكل مشترك بين الصحفية فوزية طالوت المكناسي والخبير في الاقتصاد الاجتماعي والمناضل الجمعوي عبد الكريم عواد.

ويجمع هذا المؤلف الذي صدر عن دار نشر “مرسم” ويتكون من 240 صفحة مكتوبة بالعربية والفرنسية والإنجليزية إبداعات جميلة من إنجاز الصانعات التقليديات. كما يقدم الكتاب إضاءة حول وضعية الصناعة التقليدية بالمغرب ، مع تسليط الضوء على إخفاقات وإنجازات هذا القطاع الذي مازال غير معروف بالشكل الكافي نظرا لنقص الدراسات المخصصة له.

ويؤكد الكتاب أنه “في عصر الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر فإن الصناعة التقليدية بالمغرب بكل فروعها (…) تشكل أداة للتنمية المستدامة”، مبرزا المشاكل الكبرى التي يعاني من هذا القطاع.

وتندرج مبادرة شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب “دار المعلمة” التي أحدثت سنة 2008 في إطار برنامج تعزيز قدرات الصانعات التقليديات.

كما تتوخى هذه المبادرة تثمين المعرفة التي تم اكتسابها على مر القرون من أجل تعزيز القدرات الاقتصادية للصناعات التقليديات من خلال تحسين جودة المنتوج والابتكار والتسويق عبر التجارة الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى