مجتمع
الحولي الإلكتروني…حقيقة أم خيال

منذ أمد الدهر، وأيام الصبا، ونحن نشتري خروف العيد من السوق الأسبوعي أو الرحبة كما يسميها سكان البادية، بعد صباح شاق ومتعب بين الشناقة والبائعين، وبعد أخد ورد وغبار في كل مكان، وروائح تملئ السوق، وتبقى ملتصقة بالملابس لأيام طوال.
فجأة بدأت الأمور تتغير وتتطور حتى صار الخروف يرحل صوب المدينة، ويلج مكرها الكراجات والمحلات التجارية ومرجان وغيره من الفضاءات، تنظر من بعيد دون أن تتسخ ملابسك، ويكمن أن تشتري الأضحية حتى بالوزن، وتضع عليها علامة لحين موعد الذبح صباح العيد.
واليوم أصبح الخروف إلكترونيا، كيف ذلك، لقد إستغل تطور التكنلوجيا الحديثة، وإنغماس جل المغاربة في الجيل الجديد لوسائل التواصل، وولوج جلهم للمواقع الإلكترونية ليقوم أحد الشباب الطموحين، بعرض الحولي في الشبكة، وتوفير خدمة الإيصال حتى بيتك بكبسة زر، ونقرة فأرة، ونظرة خاطفة على صورة الكبش الموعود والمحظوظ.
فأين هي إذن رمزية العيد، والجهد الجهيد في سبيل إعداد القطبان والقديد، وأين هي روح ذلك الخروف الصنديد، الذي يتعارك مع صاحبه في شتى المواعيد، حتى يصل من بعيد ويصبح رمزا للتآزر العائلي و التضامن، بدل أزرار حاسوب للقيم والعادات لا تريد.